العربية نت- قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إن النجاح الأخير لتنظيم “داعش” وتوسعه داخل الأراضي العراقية سببه فشل الغرب في التدخل بسوريا، وليس فشل الغرب في مهمته بالعراق عام 2003 عندما أزاح صدام حسين عن الحكم في البلاد، مجدداً دعوته للتحرك عسكرياً من أجل وقف نزيف الدم في سوريا.
وفرّ مئات آلاف العراقيين من منازلهم بعد أن دخلت قوات تابعة لتنظيم “داعش” الى مدنهم، فيما تمكن مقاتلو “داعش” من السيطرة على مناطق واسعة من العراق بما فيها مدينة الموصل، وفرضوا عقوبات بالإعدام على السكان الذين يرفضون حكمهم، كما نشروا فيديو على الانترنت لرجل يقومون بقطع رأسه.
ويلقي العديدون باللوم على التدخل الغربي في العراق عام 2003، معتبرين أن دخول “داعش” يمثل فشلاً للعملية الغربية التي تم تنفيذها في ذلك الحين، إلا أن بلير يؤكد أن السبب في ما يجري اليوم هو فشل الغرب في إطلاق حرب ثانية لإنهاء الصراع الحالي في سوريا.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا على وشك تنفيذ هجمات جوية تستهدف النظام السوري وذلك رداً على استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين في ذلك الحين، إلا أن البرلمان البريطاني صوّت ضد مشاركة لندن في العملية، وهو ما أدى الى تراجع الولايات المتحدة أيضاً عن تنفيذ العملية.
ورغم أن أوباما كان قد تعهد للناخبين الأميركيين بالخروج من العراق وإنهاء أي أعمال عسكرية هناك، إلا أنه تعهّد أخيراً بالتحرك من أجل وقف تقدم قوات “داعش” داخل الأراضي العراقية، على أن التحرك سيتضمن توجيه ضربات جوية تستهدف “داعش” خلال الايام المقبلة.
ويقول بلير إن الربط بين حالة عدم الاستقرار الراهنة في العراق وبين التدخل العسكري في عام 2003 يعتبر أمراً “شاذاً وغريباً”.
وأضاف في مقالة مطولة على موقعه الالكتروني: “إنها قراءة غريبة لما يجري في الشرق الأوسط اليوم، الزعم بأن إزاحة صدام حسين هي السبب في الأزمة الراهنة”.
وأضاف: “كان على الدول أن تواجه المتطرفين بحزم وقوة، والعواقب الآن ستكون أسوأ إذا لم يفعلوا شيئاً”.
من جهته قال عضو في البرلمان البريطاني لصحيفة “هافنغتون بوست” البريطانية الالكترونية إن رفض الربط بين تمرد الاسلاميين المتطرفين، وبين حرب عام 2003 يمثل حالة من “انعدام المسؤولية الفاضح”.
وبحسب ما يقول بلير فإن العراق كان “في خطر قاتل” عندما قرر الغرب التدخل هناك، أما الأزمة الراهنة فسببها الحكومة الطائفية الحالية في بغداد والتي جعلت المسلمين السُّنة ينفرون منها، إضافة الى توسع الحرب في سوريا بعد أن استمرت أكثر من ثلاث سنوات.
وقال بلير إن القاعدة “ضربت بقوة” في العراق سواءً الآن أو خلال السنوات الثلاث الماضية، إلا أن حكومة بغداد أضاعت الفرصة التي كانت سانحة لتحقيق السلام.
وتابع الرجل الذي يعتبر من أشهر ساسة بريطانيا اليوم: “كان الجميع يجادل عندما كان بمقدورنا اتخاذ قرارات مبكرة، أما الآن فإن كل الخيارات المتاحة أصبحت قبيحة جداً”.
وانتهى بلير الى القول: “علينا أن نضع خلافات الماضي جانباً ونتحرك فوراً من أجل الحفاظ على المستقبل، فحيث يوجد متشددون يقاتلون علينا أن نقاومهم وبقوة”، إلا أنه استدرك: “هذا لا يعني التدخل مجدداً، ولكن هناك أجوبة كثيرة نستطيع أن نقدمها وتكون أقل من ذلك.. هم بحاجة لأن يعرفوا أنه أينما كان الإرهاب فإننا سنضربه”.
ورأى أن الانتهاكات التي ارتكبها العراق في سوريا كانت مخططة ومعدة سلفاً ولها تأثير يمكن أن نتوقعه وهو انفجار التطرف.
ما الغرب تدخل في ليبيا يا ميستر بلير وماهي النتيجة؟ كل يوم خبر يسرّ ويفرح ويُبهج جاينا من ليبيا ما شاء الله