اشارت صحيفة “الاخبار” الى ان بهاء الدين الحريري تمنى على عمته النائبة الممددة لنفسها بهية الحريري عدم عقد مؤتمر صحافي للردّ على وزير العدل المستقيل اشرف ريفي، فطان له ما اراد، مضيفة نقلاً عن مطلعين ان ” طلبات الشيخ بهاء لا تُردّ من عمّته، وخصوصاً أنه، منذ تفاقم الأزمة المالية لآل الحريري وتيار المستقبل في السنوات الأخيرة، يساهم بجزء من نفقاتها.”
كما أنه بادر إلى شراء قصر العائلة في مجدليون من زوجة والده نازك الحريري بعدما آل إليها بحسب توزيع الإرث، وعهد به إلى عمته للإقامة فيه بعدما هجرت منزلها في الهلالية.
واشارت المصادر إلى أن ريفي لم يعد مادة خلاف داخل تيار المستقبل فحسب، وإنما أيضاً داخل العائلة نفسها، مشيرة إلى استياء كبير لدى رئيس الحكومة السابق من احتضان شقيقه لوزير العدل الذي خرج عن “بيت الطاعة” الحريري.
وأوضحت أن آخر نتائج التنسيق بين “الشيخ بهاء” واللواء المتقاعد موافقة الأول على تقديم مخصصات مالية لعدد من المشايخ الذين فتحوا قنوات اتصال مع وزير العدل منذ انفصاله عن “المستقبل”.
فقبل شهرين، اضافت المصادر ان إمام مسجد الأمير عساف في بيروت الشيخ ماهر جارودي نسق لقاءً بين ريفي ونحو تسعين شيخاً من صيدا، باتوا يتلقّون رواتب شهرية يحوّلها بهاء الحريري. وبالتزامن، عزز ريفي تواصله مع أعضاء لائحة “أحرار صيدا” الإسلامية المحسوبين على أحمد الأسير. فيما يشيع مقربون من تيار “المستقبل” في صيدا بأن “الشيخ بهاء” سيموّل مشروع الكهرباء الذي أعلن عنه ريفي في طرابلس.
وفي هذا الاطار روى مقربون أن العائلة لم تتفق حبياً على تكليف سعد بالإرث السياسي لوالده، بل من اختاره للزعامة هم السعوديون الذين خبروا جيداً شقيقه البكر المعروف بعصبيته وعناده وإثارته للمشاكل، ما دفع بوالده الراحل الى تكليفه بأعمال بعيداً عن المملكة العربية السعودية. لذلك، “كانت عينه دائماً على الكرسي، وبقي يراقب أداء شقيقه المتعثر من تبديد مليارات سعودي أوجيه والمملكة إلى سقوط حكومته”.
لكن القشّة التي قصمت ظهر البعير بين الشقيقين كانت اختيار الرئيس الحريري جمال عيتاني لرئاسة بلدية بيروت في الانتخابات البلدية الأخيرة، علماً بأن العلاقة بين عيتاني و”الشيخ بهاء” على درجة بالغة من السوء بسبب الخلاف على مشروع “العبدلي” لتطوير وسط العاصمة الأردنية عمّان، والذي يتضمن مشاريع سكنية وترفيهية وسياحية وأسواقاً تجارية.
فعلى غرار شركة “إعمار وسط بيروت ــ سوليدير”، تأسست عام 2004، بحسب “الاخبار” “شركة العبدلي للاستثمار والتطوير” كشركة مساهمة خاصة مختصة بتطوير وتنمية الوسط الجديد لعمان بشراكة بين شركة “موارد” الحكومية و”شركة الأفق العالمية للتنمية والتطوير” التي يملكها بهاء الحريري.
وكان عيتاني قد عُيّن مديراً للمشروع الشبيه بمشروع “سوليدير” في بيروت لينقل تجربته الطويلة في الشركة اللبنانية. إلا أن المشروع الذي حامت حوله شبهات فساد واختلاس تعثّر تنفيذه وانتهاؤه عام 2010 كما كان مقرراً لدى بدء العمل به عام 2005. ويحمّل “الشيخ بهاء” رئيس بلدية بيروت المسؤولية عن تعثّر المشروع وعن الشبهات التي دارت حوله.
حالياً، لا تختلف حال العبدلي عن حال سوليدير. عدد قليل من الشقق والمحال مشغول، فضلاً عن الواجهات الخارجية التي تشغلها المصارف. وبعد إنجاز المشروع عام 2013، باع الحريري حصته لمساهمين آخرين؛ أبرزهم شريكه صبيح المصري (أحد أصحاب البنك العربي). أسباب البيع التي يستعرضها أردنيون كثيرة، أبرزها أن “الشيخ بهاء” تعرض للنصب بعد التكاليف المضاعفة التي أنفقها على استملاك العقارات (تردد بأن بعض أصحابها باع الحريري بسعر مضاعف عن السعر الحقيقي). وهذا ما أدى الى مزيد من تدهور العلاقة بين سعد وبهاء الذي يأخذ على شقيقه أنه “يؤوي من نصبوا عليه وخانوه”، وعليه، فإن علاقته المستجدّة بريفي جزء من “ردّ الجميل”.