وجه الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، تعليمات إلى قائد أركان الجيش، قائد صالح، لإرسال قوات إضافية وتعزيز أمن الحدود البرية للبلاد.
وقال بيان رسمي للرئاسة الجزائرية إن الرئيس بوتفليقة استقبل رئيس هيئة أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، وتلقى منه تقريراً شاملاً عن الوضع الأمني وأمن الحدود.
وأضاف المصدر أن الرئيس بوتفليقة وجه تعليمات إلى قائد الجيش لتعزيز الجهود والإمكانيات لتأمين الحدود الجزائرية التي تشهد محيطاً إقليمياً ملغماً، بفعل التوترات الحاصلة في تونس وليبيا ومالي.
وظهر الرئيس بوتفليقة وهو يستقبل قائد الجيش قايد صالح، وهو ثالث ظهور علني له منذ عودته في 16 يوليو/تموز الماضي من رحلة علاج إلى فرنسا من وعكة صحية ألمت به منذ 27 أبريل الماضي نقل خلالها في نفس اليوم إلى باريس.
وكانت قيادة الجيش الجزائري قد أرسلت منتصف الشهر الماضي تعزيزات عسكرية إلى منطقة تبسة القريبة من الحدود مع تونس، والمحاذية لمنطقة الشعانبي في تونس، والتي تشهد منذ منتصف شهر يوليو الماضي عملية تمشيط لمعاقل مجموعة إرهابية تتمركز هناك .
وأرسلت إلى الحدود مع تونس سريتين جديدتين من قوات حرس الحدود، مدعومة بقوات محمولة في طائرات مروحية في إطار التدابير الأمنية المتخذة لحماية الشريط الحدودي بطول 300 كيلومتر.
واتفقت الجزائر وتونس على تعزيز الأمن والتنسيق العسكري والاستخباراتي بين البلدين على الحدود لمكافحة الإرهاب، وأبلغ الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي، الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الأسبوع الماضي بقرار تونس وضع جزء من الحدود التونسية الجزائرية من الجانب التونسي في حالة “منطقة عازلة”.
منطقة عازلة
وقال مصدر جزائري مسؤول لـ”العربية.نت” في وقت سابق إن الرئيس التونسي أبلغ نظيره الجزائري عبر موفدين رسميين زارا الجزائر الاثنين قبل الماضي، أنه قرر اعتبار جزء من الحدود مع الجزائر منطقة عازلة، تخضع للأحكام العسكرية، بسبب الأوضاع الأمنية في منطقة الشعانبي.
وأرسلت الجزائر قوات إضافية إلى الحدود البرية الليبية التي تشهد توتراً منذ الثورة الليبية على نظام القذافي لتأمينها، وتعززت هذه القوات منذ الاعتداء الإرهابي على منشأة النفط في منطقة عين أميناس بولاية إليزي جنوب الجزائر في يناير 2013.
وتنشط على الحدود بين ليبيا والجزائر مجموعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة وبتنظيمات إرهابية تتمركز في شمال مالي تسعى للاستفادة من السلاح الليبي المنتشر في المناطق الليبية الحدودية مع الجزائر وتونس.
وتشهد الحدود الجنوبية للجزائر مع مالي توتراً بفعل الحرب التي تدور في شمال مالي بين قوات الجيش المالي المدعوم بالقوات الفرنسية، مع مجموعات “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و”الملثمون” و”التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا”، والتي اندمجت قبل فترة قصيرة وأنشأت تنظيماً موحداً باسم “المرابطون”.
ولا تقل الحدود الغربية بين الجزائر والمغرب اهتماماً لدى السلطات الجزائرية، التي شددت على مراقبة هذه الحدود لوقف تدفق أطنان من المخدرات والسموم البيضاء تتدفق على الجزائر من الأراضي المغربية.