بعد مطالبة أنصار رئيس النظام السوري، في وقت سابق، بسحب الجنسية من ابن رئيس الوزراء السوري محمد وائل الحلقي فقط لأنه ظهر وهو “يدخّن الشيشة” في أحد المنتجعات السياحية في محافظة طرطوس الساحلية، هاهم الآن يعاودون الحملة على الرجل، إنما باتّهامه بأنه “يفتّ المال” أي ينفقه، على “الراقصات في الملاهي وأماكن (الجهاد) الخاصة بمسؤولينا” كما ذكر منشور حرفي، تناقلته بعض صفحات الموالين لرئيس النظام السوري، منذ أيام.
وكان رئيس وزراء النظام السوري، وائل الحلقي، قد صرّح بأن مكافحة الهجرة (وهي في الحقيقة اللجوء والهرب من حرب الأسد على السوريين) التي يقوم بها الشباب السوري، يجب أن تكون من خلال إلحاقهم بالخدمة العسكرية، كما نقلت المنشورات عنه، وعلى أساس هذا التصريح، قامت “قيامة” صفحات مؤيدة للنظام السوري بالقول: “هل أنت كشاب سوري ستقتنع بكلام الحلقي؟”. ثم خاطبوه بالقول: “ابنك يفتّ (يُنفق) المال على الراقصات.. الخ”.
يشار إلى أن تلك المنشورات التي اتهمت ابن رئيس حكومة النظام السوري، بتبذير المال وإنفاقه “في الملاهي” الليلية، كشفت زيف ادعاء النظام السوري الذي يطلقه بين الحين والآخر، من أن السوريين يذهبون طوعاً للقتال لصالحه.
فقد ذكر هذا المنشور بأن السلطات الأمنية للنظام السوري “تلاحق الشبان على الحواجز وتسحبهم بالقوة إلى أرض الميدان”. إلى درجة أن المنشور نفسه، والذي صدر عن صفحات موالية من قلب البيئة الحاضنة للنظام السوري، بأن النظام “يلهث” وراء أي مجند ليقاتل معه.
وقد صُدِم الشارع الموالي في الساحل السوري، والذي يعد البيئة الحاضنة لنظام الأسد، بالمنشور الوارد أعلاه، إلى درجة أن اتهموا أصحابه “بالتآمر” على سمعة البلد، وسوى ذلك من أوصاف تحفل بها أدبيات أنصار النظام ضد معارضي أَسَدِهم.
يذكر أن ابن رئيس حكومة النظام السوري، سبق وأطلق تصريحات تراجع عنها في اعتذار بعدما قال إن “السوريين لايستحقون تعب أبيه” وذلك رداً منه على مجمل انتقادات طالت والده. لكن لم يُعرف السبب الذي يجعل من البيئة الحاضنة لنظام الأسد، في الساحل السوري، تستهدفه هو على الدوام، دوناً عن غيره من أبناء رجال النظام.
فقد قام أحد أصدقاء ابن رئيس حكومة النظام، بالدفاع عنه، عبر منشور سابق يعود إلى شهر نوفمبر من عام 2014 وهو أحمد العاقل الذي تربطه صداقة بمحمد وائل الحلقي، ذكَّر أنصار السوري فيه بالمدعو سليمان هلال الأسد، الذي قَتَل في وقت لاحق، العقيد في جيش النظام حسان الشيخ، دون أن يسميه مباشرة، وقال: “تحدثت سابقا عن ابن مسؤول في اللاذقية، يقطع الطرق ويطلق النار في الشوارع لأتفه الأسباب، ويتعدى على حرمات الناس وكراماتهم، مستغلاً اسم أبيه الذي رحل، واسم عائلته الكبير، فقام البعض بماهجمتي”. وكان يقصد هلال الأسد الذي قتل على يد المعارضة السورية، ثم ابنه سليمان، القاتل الشهير.
ويتابع أحمد العاقل دفاعاً عن صديقه ابن رئيس حكومة النظام: “أقول لهؤلاء: هل ما قام به محمد وائل الحلقي، أخطر من الذي يمارسه ابن المسؤول الراحل؟”.
وتنقل الأنباء الموثقة، ومن قبل ولادة الثورة السورية على نظام الأسد بكثير، أن ما يقترفه آل الأسد “لايقارن” على الإطلاق “بابن مسؤول يدخّن الشيشة في منتجع سياحي” كما يتهمه أنصار النظام، وكما اتهموه الآن بإنفاق المال على الراقصات. بل إن “جرائم العائلة” لم تعد وحسب مرتبطة باللاذقية، بل بالمجتمع السوري بأسره، من قتل مئات الآلاف وتهجير أضعافهم ونزوح أضعافهم، ثم تدمير المجتمع السوري على رأس من تبقى منهم أحياء.
من هنا، تؤكد كل المصادر، أن استهداف ابن رئيس حكومة النظام، أو غيره، من قبل البيئة الحاضنة لنظام الأسد في اللاذقية، هو فقط محاولة “يائسة” لإخفاء حقيقة “جرائم آل الأسد من الأب إلى أولاد العم إلى الابن الرئيس” والتي لا تقارن بحال من الأحوال “بجريمة تدخين شيشة” أو حتى “إنفاق المال على راقصة” لو صح مثل هذا الزعم، في كل الأحوال.