العربية.نت- اعتبرت قناة “الزنتان” الليبية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أن الحملات المتتالية على الزنتان بخصوص سيف الإسلام نجل العقيد الراحل معمر القذافي، تستهدف نقله من محبسه الحالي في مدينة الزنتان الجبلية إلى العاصمة طرابلس، تحت تصرف الجماعة الليبية المقاتلة وجماعة الإخوان المسلمين.
وأفاد تقرير إخباري لجريدة “الشرق الأوسط” نقلا عن قناة “الزنتان” قولها في تعليق على محاكمة سيف الإسلام أول من أمس: “من يقف خلف هذه الحملة ليسوا شرفاء العاصمة بل مجموعة متورطة في فضائح مع سيف القذافي من قصة مشروع ليبيا الغد وعمليات الإصلاح مع الجماعات الإسلامية التي كان يرعاها الصلابي والساعدي وبلحاج وغيرهم”.
وأضافت: “هم لا يريدون لتفاصيل هذا الأمر أن تخرج للعامة لأن المعلومات بهذا الخصوص خطيرة جدا”، مشيرة إلى أن سيف تم “تفريغه من محتواه وتسجيل كافة اعترافاته بخصوصكم بالإضافة إلى أرشيف برنامج الإصلاح مع الإسلاميين في السجون والذي يوجد موثقا بالفيديو”.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التلميح إلى حصول قيادات ثوار الزنتان الذين يتولون حراسة سيف الإسلام في سجنه السري بالمدينة منذ اعتقاله قبل أكثر من عامين بعد سقوط نظام والده ومقتله في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011، على تسجيلات موثقة للتحقيقات التي جرت مع نجل القذافي منذ أسره.
ومثل سيف الإسلام للمحاكمة في الزنتان أول من أمس في محاكمة سريعة استغرقت عدة دقائق وسط إجراءات أمنية مشددة، خلافا لتأكيدات النائب العام على أن المحاكمة ستبدأ في طرابلس.
زيدان: الوضع الأمني أصبح هاجسا يقض مضاجعنا
أمنيا، كشف علي زيدان رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا النقاب عن مشاركة الولايات المتحدة الأميركية وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا وتركيا في عملية إعادة بناء الجيش الليبي، مشيرا إلى إرسال عناصر من الجيش لتلقي التدريب في هذه الدول.
وقال زيدان في كلمة ألقاها بمناسبة تخريج الدفعة الأولى من الملتحقين بإدارة التجنيد في العاصمة الليبية طرابلس: «لقد حاولنا منذ تسلم الحكومة لمهامها محاولات عديدة من أجل إيجاد طريق لبناء الجيش وتأسيسه بتدريب عدد من المواطنين الليبيين ومن الثوار ولكن لم تكن تلك المحاولات في الاتجاه الذي نتمنى وعندما رأينا ذلك توقفنا لنراجع أنفسنا واتصلنا بالأصدقاء الذين كان اللقاء معهم في آيرلندا على هامش القمة الصناعية وطلبنا منهم هذا الأمر فاستجابوا على الفور».
وفي إطار ما وصفته بمساعيها الحثيثة في بناء الجيش، وإدماج الثوار داخل مؤسسات الدولة، أقامت الحكومة الليبية احتفالا رسميا بمقر كلية الشرطة بمنطقة صلاح الدين بطرابلس بمناسبة تخريج 1400 جندي، الدفعة الأولى من المتطوعين والثوار والملتحقين بإدارة التجنيد بالجيش الليبي.
وحضر مراسم التخرج نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، ورئيس الأركان العامة عبد السلام العبيدي، وعدد من الوزراء بالإضافة إلى سفراء الدول الأجنبية.
وأعلن زيدان خلال الحفل أن وزير الدفاع ورئيس الأركان بدآ منذ تسلمهما لمهام عملهما في حملة مكثفة من أجل إعادة تأسيس الجيش وترتيبه وإعداد عدد من المعسكرات للتدريب. وطمأن الشعب والمواطنين بأن الدولة في خطوات حثيثة ورصينة لتأسيس الجيش الذي يحفظ الأمن ويدافع عن الوطن.
واعترف بأن الهم الأمني «أصبح هاجسا يقض مضاجع المواطنين ويقض مضاجعنا»، لكنه استطرد قائلا: «الزمن عامل في حياتنا لا نستطيع أن نتجاوزه وعلى الجميع أن يدرك ذلك والدمار الذي لحق بالجيش والشرطة دمار كبير على مستوى الأفراد وعلى مستوى النفسيات ويحتاج منا إلى جهد غير عادي كي نعود بالجيش والشرطة إلى سابق عهدهم».
وبعدما طلب من مواطنيه «أن يصبروا علينا قليلا لبعض الوقت من أجل أن ننجز هذا الأمر»، أعلن زيدان أن إجراءات وزارة الداخلية حثيثة من أجل ترتيب استعادة الأمن في مدينة بنغازي بشرق البلاد بمختلف الوسائل رغم الصعوبات، لافتا إلى أن هذا الأمر «سيشمل مجمل مناطق الوطن والخطوات تسير على الأرض الآن بعزم وإرادة نأمل أن نرى نتائجها في وقت قريب».
وجاءت تصريحات زيدان حول الوضع في بنغازي، في وقت كشف فيه مسؤول في الخارجية الأميركية أمام لجنة بمجلس النواب أن الحكومة الليبية لن تسمح لعناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بدخول أراضيها للقبض على المتورطين في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي العام الماضي مما أسفر عن مصرع أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز.
واشنطن غير متعاونة
لكن وزيرا في الحكومة الليبية قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن حكومته لم تتلق معلومات كافية مدعومة بأدلة ومستندات تستوجب اعتقال أي مواطن ليبي بتهمة التورط في هذا الهجوم. وأوضح الوزير، الذي طلب عدم تعريفه، في اتصال هاتفي من العاصمة طرابلس، قائلا: «طلبنا عدة مرات تزويدنا بهذه الأدلة، لكن لم نجد آذانا صاغية لدى الجانب الأميركي، لا يمكن أن نسمح لأي جهة أجنبية باعتقال مواطن ليبي على الأراضي الليبية، هذا انتهاك للسيادة وعمل سيرفضه الشعب الليبي نفسه».
وكانت شبكة «سي إن إن» الأميركية قد نقلت أمس عن النائب الجمهوري إيد رويس قوله: «لم يصر إلى اعتقال أو قتل أي إرهابي متورط حتى الآن رغم قول الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الأمر على رأس أولوياته»، بينما أثار زميله، تيد بو، قضية العجز عن الوصول إلى القيادي المتشدد أحمد أبو ختالة، المشتبه بضلوعه في الهجوم، رغم تمكن قناة «سي إن إن» من إجراء مقابلة معه.