(CNN) — تنطلق الاثنين مشاورات تشكيل الحكومة الثانية لرئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، وسط تفاوت بمواقف القوى السياسية من إعادة تكليفه، وتحذيرات لجماعة الإخوان المسلمين – المكون المعارض الأبرز في البلاد – من تجاهل اعتماد بدائل جديدة لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
وجاء تكليف ملك الأردن، عبد الله الثاني، للنسور السبت، برئاسة حكومة جديدة وإجراء مشاورات لتشكيلها، عقب إجراء الديوان الملكي لمشاورات مع الكتل النيابية في البرلمان الأردني للمرة الأولى، سعيا لتشكيل أول حكومة برلمانية كتوجه سياسي جديد بعد إجراء انتخابات تشريعية مبكرة مطلع العام الجاري .
ويواجه النسور – الذي سيشكل حكومته الثانية بعد خمسة أشهر فقط على تشكيل الاولى التي جرت في عهدها الانتخابات – تحديات سياسية واقتصادية وشعبية، في مقدمتها تحمل حكومته اتخاذ قرارات في رفع أسعار الوقود.
وشكك الرجل الثاني في جماعة الإخوان المسلمين، القيادي زكي بني أرشيد، في حديث مع CNN بالعربية، بقدرة النسور على إخراج البلاد من أزمتها، معتبرا أن عودته بحد ذاتها، “استمرار لأزمة سياسية واقتصادية بدأت مع حكومته الاولى.”
وقال بني أرشيد: “القواعد السياسية التي تتحكم في إدارة الشأن السياسي في البلاد لم تتغير،” مبيّنا – بعد تأكيد عدم مشاركة الحركة الإسلامية في حكومة النسور الثانية – أن المطلوب للمرحلة المقبلة في ظل وضع داخلي وإقليمي عاصف، “إجراء حوار وطني توافقي بمقاربة سياسية جديدة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة.”
وأكد أن جماعة الإخوان التي قاطعت الانتخابات النيابية، “ترحب بأي حوار جاد شريطة أن لا يكون حوارا بروتوكوليا.”
ويتوقع مراقبون أن تشهد عملية التشاور مع النواب بشأن الفريق الحكومي أزمة مشابهة لسيناريو التشاور معهم بشأن رئيس الحكومة، فيما استبعدوا “تعيين نواب” في الحكومة، في الوقت الذي رأوا بأن اختيار النسور “لم يكن مفاجئا” وأن النواب التقطوا رغبة ملكية بعودته إلى الحكومة.
ورغم تأكيد كتاب التكليف الملكي للنسور بأن اختياره جاء بناء على المشاورات النيابية إلا ان مراقبين اعتبروا أن التوافق النيابي جاء بعد التقاط الرغبة الملكية بعودته مجددا، وسط هشاشة الكتل النيابية ، بحسب المحلل السياسي ماهر أبو طير.
وقال أبو طير، إن الحكومة المقبلة تواجه تحديا في وضع برنامج سياسي اقتصادي لمدة أربعة سنوات، وفقا للتكليف الملكي، في الوقت الذي تحظى في الشارع الاردني “بسخط شعبي ووسط مناخ سياسي داخلي محتقن وإقليمي خطير.”
ورأى أبو طير ضرورة تشكيل فريق وزاري “بعيد عن شبهات الفساد والشبهات السياسية” ويضم “كفاءات جديدة، تبتعد عن إعادة إنتاج النخب القديمة،” فيما تساءل عن قدرة الحكومة على مواجهة الرأي العام عند تنفيذ قرارات متوقعة لرفع أسعار الكهرباء قريبا .
واستبعد أبو طير توزير النواب تجنبا لإحداث حالة تشظ بين الكتل النيابية، مشيرا الى أن النسور سيجري “اختبارا أوليا” في التشاور مع الكتل، لكنه لن يلجأ لاختيار نواب للحكومة.
وأعلنت قوى سياسية معارضة عن تنفيذ اعتصام هو الاول الاثنين أمام مقر الحكومة الاردنية، احتجاجا على تكليف النسور .وقوبلت عودة النسور وهو نائب معارض سابق، ردود فعل لاذعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عمت أرجاء البلاد احتجاجات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عقب رفع أسعار الوقود بنسبة وصلت الى 54 في المائة، صاحبتها أعمال عنف واسعة.