مع الاتفاق على التخلص من ترسانة النظام السوري الكيمياوية، تحوّل الاهتمام الآن إلى العوائق التي قد تحول دون إنجاز هذه الصفقة، كما وصفها البعض، حيث فنّد خبراء هذه العوائق بأنها ترتبط بعاملي الوقت والتكلفة، كما أنها تعتبر إحدى أخطر المهمات في العالم حيث إنها مرتبطة بالبحث عن أكثر المواد السامة، وتفكيك قنابل معبأة بغاز الأعصاب القاتل.
ومن جانبه، حذر ديتر روثباخر، وهو مفتش سابق عمل في الأمم المتحدة وشارك في مهمة منظمة حظر السلاح الكيمياوي في العراق، من أن عملية تفكيك سلاح سوريا الكيمياوي ستكون صعبة نظراً لعوامل عدة تختلف عما جرى في العراق وبعدها في ليبيا.
مسألة تنظر منظمة حظر استخدام السلاح الكيمياوي في تفاصيلها بدقة وبحذر، فالوضع في سوريا يختلف عما كانت عليه تجربتا العراق وليبيا وإن كانت لا تنكر أنها ستستفيد من دروسهما.
ويرصد روثباخر خطوات التخلص من الكيمياوي السوري قائلاً: “في البداية نحن بحاجة لمعلومات مفصلة من النظام عن أسلحته الكيمياوية عن شكلها وأماكن تخزينها، وهذا يتطلب منشآت مخصصة لتدمير الأسلحة وهذه المنشآت بحاجة إلى وقت لبنائها”.
ولهذا يقول روثباخر إن الجدول الزمني الذي خُصص لهذه المهمة صعب الانجاز، فالمهلة التي حددت بمنتصف 2014 لإكمال المهمة تمثل تحدياً كبيراً، فأولاً ينبغي اتخاذ قرار في نوفمبر القادم للبدء بنقل الاسلحة خارج سوريا، وهذه عملية ستستغرق أشهراً لضمان وجود وسيلة لنقلها بأمان لكن تدمير الأسلحة أقل صعوبة من نقلها”.
صعوبات لم تكن موجودة في 2004 عندما كانت مهمة منظمة حظر السلاح الكيمياوي تقتضي بتدمير الترسانة الليبية، وتمكنت حتى قيام الثورة ضد القذافي بتدمير نصفها، فالنظام الليبي آنذاك كان أبدى تعاوناً كبيراً في التخلص من سلاحه الكيمياوي، وتمت العملية من دون ضغوط وتهديد بعمل عسكري ومن دون وضع أمني خطر كما الحال في سوريا الآن.
ورغم هذا فإنه وبعد سقوط القذافي تم كشف مخبأ يحوي 14 ألف طن من المواد الكيمياوية اللازمة لإنتاج غاز الخردل، وفي العراق كانت مهمة المنظمة أكثر تنظيماً وأسهل مما هي عليه في سوريا الآن.
دروس وعبر وأخطاء من تجارب سابقة يسعى الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الى تجنبها بتسليح منظمة حظر السلاح الكيمياوي بما يلزمها.