تظاهرة شباب لبنان اليوم للقضاء على النظام والمطالبة بدولة علمانية

على غرار ثورات كثيرة كان فايسبوك منشأها ومحركها الأساس، تنطلق عند الثانية عشرة من ظهر اليوم الأحد في بيروت، تظاهرة تسعى إلى إسقاط نظام يختلف عن أنظمة العالم العربي الديكتاتورية، إذ يدعو المشاركون في التظاهرة إلى إسقاط النظام الطائفي في لبنان.

وإذا كان يسجل للبنان أنه من الدول العربية القليلة التي حظيت عبر تاريخها بالحرية النسبية، إلا أن نظام المحاصصة الطائفية ظل عبئاً على اللبنانيين خصوصاً غير المنتمين إلى الأحزاب.

إضافة إلى أن لبنان غني بعدد طوائفه، التي تبلغ 18 طائفة، وتسعى كل منها إلى الحصول على أكبر قدر من المكاسب بشتى الوسائل المتاحة، ولعل الحرب الأهلية اللبنانية التي أرهقت اللبنانيين سنوات طوال، كانت إحدى هذه الوسائل.

لذا، وتحت شعار “الشعب اللبناني يريد إسقاط النظام الطائفي” تنطلق المسيرة من أمام كنيسة مار مخايل، على إمتداد طريق صيدا القديم الذي يفصل بين الشياح وعين الرمانة، المنطقتين اللتين تعدّان من العلامات الأبرز للحرب الأهلية في لبنان، وصولاً إلى منطقة المتحف، حيث كان يقع أشهر المعابر الفاصلة بين جزئي بيروت الشرقي والغربي خلال الحرب الأهلية.

وقد دعت مجموعة من الشباب اللبناني عبر موقع “فايسبوك” إلى التظاهر اليوم الأحد في العاصمة بيروت لإسقاط النظام الطائفي في لبنان.

وقال بيان وزّع اليوم السبت إنّ التحرك “ضد النظام الطائفي ورموزه، أمراء الحرب والطوائف، وضد الإستغلال الإجتماعي ­الاقتصادي والبطالة والهجرة وضد الفقر والتهميش وضد الإنماء غير المتوازن والحرمان المناطقي وضد العنصرية والتمييز”.

وأشار البيان إلى أن مطالب المتظاهرين هي “الدعوة إلى الإنتقال إلى دولة مدنية علمانية ديمقراطية، دولة العدالة الاجتماعية والمساواة، إضافة إلى الحق في العيش الكريم لكل المواطنين”.

وطالب البيان “برفع الحد الأدنى للأجور، وتخفيض أسعار المواد الأساسية، وتخفيض أسعار المحروقات، وتعزيز التعليم الرسمي، وتحقيق مبدأ تكافؤ فرص العمل العامة، والخاصة وإلغاء الوساطة والرشاوى، والحق بالمسكن اللائق وتعزيز الضمان الاجتماعي وإقرار ضمان الشيخوخة”.
بري يلجأ للإنترنت ضد “دكتاتور الطائفية”

في سياق متصل، نشرت صحيفة الخليج الإماراتية اليوم الأحد خبراً مفاده أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري هدّد بالدعوة عبر الإنترنت إلى تنظيم تظاهرة لإسقاط “دكتاتور الطائفية”، وفقاً لما نقلت عنه مصادر لبنانية.

ففي أحد مجالسه، صرّح بري قائلاً “والله إذا لم تشكل الحكومة في القريب العاجل فسأدعو إلى تظاهرة على الإنترنت، عنوانها إسقاط النظام الطائفي. وسأسمح أيضاً لأي كان من الراغبين في النزول إلى الشارع ضد دكتاتور الطائفية بالتظاهر في باحة المجلس النيابي”.

ونقلت تقارير عن برّي، قوله إن موقف قوى 14 آذار المرتقب، والذي سيعلن اليوم عدم المشاركة في الحكومة، سيشكل نقطة مفصلية في مسار التأليف، ذلك أن الوقت الذي استلزمته المفاوضات مع هذا الفريق قارب الشهر، في وقت تحتاج البلاد حكومة فاعلة في أسرع وقت لتواجه التحديات التي تجابه دول المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن “برّي نفى أن يكون تأخير تشكيل الحكومة مرتبطاً بأسباب تتعلق بإحتفال 14 آذار أو بانتظار القرار الاتهامي. وأشار إلى أنه بعد الإعلان المتوقع لـ 14 آذار (اليوم)، عن رفض المشاركة والانتقال إلى المعارضة، سيُفتح الطريق أمام ميقاتي للسير بتشكيلته”.
وكالات