بعد أن أثيرت زوبعة من الجدل حول اختيارها، قررت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، سحب اسم الناشطة والثائرة المصرية، سميرة إبراهيم، من قائمة النساء العشر اللواتي ستكرمهن في احتفال في وزارة الخارجية يجري اليوم الجمعة بحضور السيدة الأولى ميشيل أوباما ووزير الخارجية جون كيري.
الجدل أثير بسبب تغريدات نشرت على حساب إبراهيم على “تويتر” على مدى الأشهر الماضية، وُصفت بالمعادية للولايات المتحدة، ومؤيدة للعنف ضد اليهود. إبراهيم قالت في تغريدة على “تويتر” رداً على الجدل: “تمت سرقة حسابي أكثر من مرة، وأي تغريدة عن العنصرية والكراهية ليست أنا”.
وتقول وزارة الخارجية إنها تحقق في القضية.
تم لفت الأنظار للموضوع عبر خبر نشرته صحيفة الـ”ويكلي ستاندارد” المحافظة، التي عنونت المقال “ميشيل أوباما وجون كيري سيكرمان معادية للسامية”. المقال عرض التغريدات المثيرة، منها تغريدة نشرت بعد الحادثة التي قتل فيها خمسة سياح إسرائيليين في بلغاريا والتي جاء فيها “انفجار في حافلة تقل إسرائيليين في مطار بورغاس البلغاري على البحر الأسود. يااااااااامسهل النهارده اليوم حلو أوي، الأخبار الحلوة كتير”، وتغريدة أخرى وصفت بالمعادية للسامية “لقد اكتشفت مع الأيام أنه ما من فعلٍ مغايرٍ للأخلاق, وما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود يداً فيها.. هتلر”.
وفي ذكرى الحادي عشر من سبتمبر/أيلول كُتب على حساب إبراهيم على “تويتر”: “النهاردة ذكرى ١١ سبتمبر كل سنة وأمريكا محروقة”. القصة استحوذت على اهتمام الإعلام الإسرائيلي والأمريكي خلال الأيام الماضية.
وتعد سميرة إبراهيم من أشهر الناشطات المصريات، وتعرضت عام 2011 لما يسمى “فحص للعذرية” على يد الجيش المصري بعد أن شاركت في احتجاج في ميدان التحرير، الأمر الذي دفعها إلى الحديث علناً عن القضية وملاحقة الجيش قانونياً. مجلة “تايم” اختارتها واحدة من بين 100 من الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم.
كانت إبراهيم ستكون واحدة من بين ثلاث نساء عربيات سيتم تكريمهن. والأخريات هن فارتوون أدان، المديرة التنفيذية لمركز إلمان للسلام وحقوق الإنسان في الصومال، ورزان زيتونة، وهي محامية حقوق الإنسان ومؤسسة لجان التنسيق المحلية في سوريا.
مقال آخر عن القضية في مجلة الـ”اتلانتك” يشير إلى أن متحف الهولوكوست في واشنطن، والذي يثقف الناس عن ما حدث أثناء المحرقة النازية، ويحذر من نتائج معاداة السامية، قد لفت نظر وزارة الخارجية للأمر. وتم لفت أنظار المتحف للقضية من قبل ناشطين مصريين آخرين، حسب المقال.
المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند، قالت بعد الإعلان عن خبر سحب ترشيح إبراهيم: “تم اختيار سميرة إبراهيم أساساً بسبب شجاعتها التي أبدتها أثناء احتجاجات ميدان التحرير. كما تعرفون تعرضت إبراهيم للعنف الحقيقي البوليسي وتم احتجازها، ولكنها لم تتكلم فقط بصراحة وعلناً عما حدث، بل أصبحت قيادية في بلادها، ومن المطالبات بمعالجة العنف الموجه ضد النساء والاعتداءات على حقوق الإنسان، وعلى هذا الأساس تم اختيارها بالأصل”.