بحلول العاشر من أكتوبر، تمر 100 يوم كاملة على ثورة 30 يونيو التي عزلت الرئيس محمد مرسي، وأعلنت نهاية عام كامل من حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر، ويبدو أن مصطلح الـ”100 يوم” سيظل مرتبطاً بالجماعة التي أصبحت محظورة لفترة ليست بالقصيرة.
الجماعة بدأت عامها الرئاسي الوحيد بمشروع المائة يوم، والذي شمل خمسة محاور: الأمن، الوقود، الخبز، النظافة والمرور، وأعدت خطة تحت عنوان “رئيس يلتف حوله الشعب” من أجل دعم الرئيس مرسي في ذلك الوقت، قبل أن تتحول الخطة بعد عام كامل إلى “رئيس يعزله الشعب” نفذها المصريون في الثلاثين من يونيو.
تحول في الموقف الإخواني
واختلف تعامل جماعة الإخوان مع المائة يوم في المرتين، فبعد أن طالبوا الجميع بدعمهم والوقوف خلف رئيسهم في برنامج المائة يوم الذي تحقق منه 4 وعود من أصل 64 وعد، عادوا ليكونوا هم العقبة الوحيدة أمام الدولة خلال المائة يوم التالية لثورة الثلاثين من يونيو.
وبعد أن كانوا ينشدون التزام المواطنين والكفّ عن التظاهرات، أصبحوا هم من يدعون إلى التظاهرات وشلً الدولة تماماً، عبر عدد من الأفكار التي فشل معظمها وأسفرت عن اشتباكات وقتلى في أغلبها، فظهر اعتصام مترو الأنفاق، وظهرت لأول مرة تظاهرات نصر أكتوبر، بالإضافة إلى التظاهرات التي يشهدها يوم الجمعة من كل أسبوع، وكذلك اشتعال الأوضاع في سيناء التي أعلن عنها صراحة القيادي الإخواني د. محمد البلتاجي حينما أكد أن سيناء لن تهدأ إلا بعودة الرئيس المعزول.
مرسي لم يفِ بوعوده
ومن جانبه أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ”العربية.نت” أن هناك فارقاً كبيراً جداً بين المائة يوم الخاصة بالرئيس المعزول والمائة اليوم التي انتهت اليوم، مشيراً إلى أن مرسي وعد بشكل صريح بحلّ عدد من المشكلات، وهو ما قطعه على نفسه ولم ينفذ منه أي شيء، ولكن حكومة الدكتور الببلاوي لم تعد بشيء.
وأوضح نافعة أنه بعدما فشل مرسي في تنفيذ وعوده بدأ يتخبط وتحلل من وعوده، ليدخل بعدها في مرحلة هيمنة منفردة على مقاليد البلاد.
حملة استنزاف طويلة المدى
واعتبر نافعة أن جماعة الإخوان قررت هي وكافة الفصائل التابعة لها أن يشنوا حملة استنزاف طويلة المدى، لشلّ الدولة الحكومة والتأكيد على أنها حكومة فاشلة، وبالتالي على الحكومة أن تنتبه لهذه المسألة، خاصة أن المواطن العادي لم يشعر بأن هناك إنجازات كبيرة تحققت من بعض الوزراء، موضحاً أن العبء بأكمله يقع على القوات المسلحة وأجهزة الأمن، لذلك يجب أن تنتبه الحكومة لذلك قبل أن يبدأ التأييد الشعبي لها في الانحسار.