دعا القيادي في حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس، العربي القاسمي، إلى “قتال كل من تسوّل له نفسه حرق أو اقتحام مقرات حركة النهضة”، في تعليق له على الأحداث التي شهدتها منذ يومين ولاية قفصة جنوب البلاد، وأدت الى اقتحام مقر النهضة وإحراق محتوياته من طرف متظاهرين.
وقد أثارت هذه الدعوة جدلاً واسعاً في تونس، بعد أن نشر ناشطون مقطع فيديو للقيادي الإسلامي عضو مجلس شورى حركة النهضة يستشهد فيه بآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية تدور حول موضوع الجهاد والقتال والاستشهاد، واعتبرها البعض “دعوة صريحة للاقتتال الأهلي”.
واتهم القاسمي “القوى الأمنية والجهات القضائية بالتخاذل في تأمين مقرات حركة النهضة خلال الاحتجاجات الاجتماعية التي تشهدها البلاد، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام مقرات الحركة وإحراق محتوياتها من طرف المتظاهرين”، كما اتهم المتحدث في ذات السياق قيادة النهضة “بالتساهل في كل مرة وعدم اتخاذ القرار الحاسم بالدفاع الذاتي عن مراكزها ومقراتها الحزبية في البلاد”.
وتوعّد العربي القاسمي، عضو شورى النهضة، في المقطع الذي نشره نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي “كل من تسول له نفسه الاقتراب مرة أخرى من أي مقر من مقرات النهضة الحزبية بالقتل والاعتداء بالعنف”، مستشهداً بآيات كريمة، واصفاً الذين هاجموا مقر النهضة بولاية قفصة، يوم الأربعاء “بالكلاب المسعورة والفئة الضالة”، على حد تعبيره.
وقال القاسمي إن “خطاب النهضة اليوم حول التسامح ونبذ العنف ضرب من الكلام الفارغ، علينا ان ندافع منذ اليوم عن أنفسنا وعن مقراتنا وعن تنظيمنا بالقوة”.
يُشار الى أن نحو ألف متظاهر هاجموا، الأربعاء، مقر حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في مركز ولاية قفصة جنوب تونس، وأضرموا النار فيه، كما ألقوا بمحتوياته في الشارع وأحرقوها، وليست هي المرة الأولى التي يتعرض فيها مقر حركة النهضة للحرق والتخريب فخلال السنتين الماضيتين شهد مكتب الحزب الحاكم عمليات تخريب مماثلة في مناطق متفرقة من البلاد.