يبدو أن ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومن خلفها ثورة الثلاثين من يونيو، كانتا سببا في ظهور نوع جديد من أنواع المعارضة الساخرة، وهو ما عرف باسم “القلش” الذي أصبح تطورا طبيعيا للنكتة السياسية التي كان متعارفا عليها أثناء فترة حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك.
وأصبح موقعا التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و “تويتر” أرضا خصبة من أجل تنمية هذه “القلشات”، ما دفع البعض إلى التفكير في كيفية توثيقه، خاصة بعد لجوء وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة إلى الاعتماد على هذه النوعية من التعليقات عبر تقارير.
ثورة تونس مفتاح القلش السياسي في مصر
الكاتب الساخر محمد عبدالرحمن تحدث لـ “العربية.نت” عن الفكرة التي تبناها بصحبة الإذاعي أحمد مدحت، مشيرا إلى أنهم سيقيمون ندوة يوم السبت من أجل استعراض الأمر ومناقشته بصحبة الجمهور.
وأكد عبدالرحمن أن النكتة اختفت من مصر، وحل بدلا منها “القلش” وترجع تسميتها إلى لعبة كرة القدم، حينما يخطئ لاعب في تصويب الكرة فيقال أنه “قلش”.
وأشار إلى أن ثورة تونس تسببت في ظهور القلش السياسي، بعد أن أصبح المصريون يطلقونه على الدعوات التي ظهرت للثورة على النظام السياسي وقتها، واعتبر عبدالرحمن أن “القلش” أصبح مثله مثل الكاريكاتير، من أسلحة المعارضة الساخرة.
ترمومتر لقياس الرضا الشعبي
وأوضح الكاتب الساخر أن “القلش” دائما ما يكون رد فعل لما يقترفه السياسيون وما يطلقونه من تصريحات، مستشهدا بشعار الإخوان المسلمين “نحمل الخير لمصر”. الذي تحول إلى عدة تعبيرات من بينها “نحمل الإرهاب لمصر” بعد ما اقترفوه خلال العمل السياسي.
وطالب عبدالرحمن جهات الأبحاث والمؤسسات السياسية الاعتماد على “القلش” باعتباره ترمومترا لقياس مدى الرضا الشعبي، خاصة أن المصريين لا يسخرون ممن يرضون عنه، مؤكدا على أن ما جرى مع الأنظمة السياسية السابقة يدل على مدى تأثير “القلش”، معتبرا أن الرئيس المعزول مرسي كان يحاول في بعض الأحيان الرد على “القلش” في خطاباته، ضاربا المثل به حينما ذكر “أهلي وعشيرتي” في خطاب له، فما كان من الجميع سوى “القلش” على هذه الجملة، وهو ما دعاه إلى تغييرها في بعض الخطابات.
صالون الضحك
وأوضح عبدالرحمن أنهم يفكرون جديا في إقامة ما يسمى بـ “صالون الضحك”، على أن يكون شهريا، يتم خلاله الحديث عن كافة “القلشات” التي تجري، على أن يحدد الجمهور ما يريد مناقشته، مشيرا إلى أن خاصية “الهاشتاج” عبر “تويتر” أصبحت تسهل عملية تجميع “القلشات”، مثل ما جرى في الأيام الأولى لحالة حظر التجوال وظهور هاشتاج يحمل اسم “ليالي الحظر”، واعتبر عبدالرحمن أن العقبة التي تواجه “القلش”، هو الملكية الفكرية، خاصة مع استخدام البعض له دون أن ينسبه إلى مصدره.