في خطوة احتجاجية غير مسبوقة بادر العشرات من الشباب المغاربة حاملي الشهادات الجامعية العليا من دكاترة ومهندسين يطالبون بحقهم في الوظائف، مساء أمس الأربعاء، بعرض شهاداتهم الجامعية للبيع في المزاد العلني في الساحة التي تقابل مقر البرلمان بالعاصمة الرباط.
وفي سياق ذي صلة بادر مجموعة من الشباب الجامعي المتخرج والعاطل عن العمل إلى رمي مقر البرلمان، اليوم الخميس، بالبيض الفاسد في خطوة احتجاجية رمزية على وضعيتهم الاجتماعية المزرية التي لم يجد لها نواب الأمة حلولا لها، معارضة كانت أو أغلبية.
وعزا بلاغ صدر عن “التنسيق الميداني للأطر العليا المعطّلة”، قيام الشباب الجامعي العاطل عن العمل برمي البيض الفاسد في وجه مؤسسة البرلمان إلى رغبتهم في الاحتجاج على ما سموه “تقاعس البرلمانيين في الدفاع عن حقوق العاطلين”.
نكسة اجتماعية
وعرض شباب حاصلون على شهادات الدكتوراه والماجستير والهندسة، ينتمون إلى مجموعة “البديل والاستمرارية 2011 للأطر العليا المعطلة”، شهاداتهم الجامعية التي حازوا عليها في قارعة الطريق قصد بيعها في المزاد العلني، كخطوة رمزية لإظهار مدى المعاناة التي طالتهم بسبب عدم إيجاد الحكومة الحلول الكفيلة بوضع حد نهائي لبطالتهم.
وأفاد بيان المجموعة الذي اطلعت عليه “العربية.نت” بأن عرض الشباب الجامعي لشهاداتهم العليا للبيع في الشارع العام يعد بمثابة “دلالة رمزية على نكسة الشهادات العليا بالمغرب التي أصبحت رمزا للبطالة والتشرد الاجتماعي”، وأيضا للرد على “مماطلة الحكومة في الالتزام بتنفيذ قرار الحكومة المنصرمة بإدماج الأطر العليا المعطلة في الوظيفة العمومية”.
وقال فؤاد مرشيش، أحد المحتجين والذي عرض شهادته للدكتوراه في التاريخ بالمزاد، في تصريحات لـ”العربية.نت” إن خطوة عرض الشهادات الجامعية للبيع في المزاد العلني تتوج مسارات وخطوات نضالية سابقة امتدت من الاحتجاج حفاة الأرجل، مرورا بحرق مُجسمات بعض الوزراء، وانتهاء ببيع الشهادات الجامعية.
وتابع مرشيش أن هذه الخطوة الجديدة تعني أن الجد والاجتهاد للحصول على أعلى الشهادات بالمغرب لا يعني بالضرورة ضمان لقمة عيش كريم، بل أضحى في أحايين كثيرة مرادفا للمحن عبر الوقوف أمام البرلمان كل يوم للاحتجاج ولتلقي هراوات رجال الأمن، نافيا في الوقت ذاته أن تكون هذه المبادرة دعوة للأجيال الجديدة بأن لا يعملوا على التحصيل المدرسي، لأن العيب ليس في الدراسة بل في الحكومات المتعاقبة التي لم تستطع إيجاد فرص للشغل الكريم لشبابها”.