أصدرت “جبهة النصرة”، الثلاثاء، بياناً هاجمت فيه “ميثاق الشرف الثوري” الذي وقعت عليه كبرى الكتائب الإسلامية، واعتبرت فيه أن الكتائب الموقعة غلبت “روح الأخوة الوطنية وروح المواطنة والانتماء إلى التراب والوطن على الأخوة الإيمانية”، بحسب ما ورد في البيان.

واتهمت جبهة النصرة الكتائب الإسلامية الموقعة على الميثاق بالرضوخ إلى الضغوط والإملاءات الخارجية، ومساندة من يقفون في وجه عودة “الخلافة الراشدة”. وانتقدت البند الذي تعهدت فيه الكتائب بإقامة دولة العدل والحرية والقانون، وأضافت في بيانها: “نعلنها بكل صراحة بأننا لن نقبل بأية دولة مدنية أو ديمقراطية أو أية دولة لا تقوم على حاكمية الشريعة”.

وتوعدت النصرة بالوقوف في وجه أي محاولة للإساءة إلى المهاجرين من المقاتلين، مشيرة إلى البند الذي يؤكد على العنصر السوري في الثورة السورية، كما هددت في بيانها: “إن ما يؤذي إخواننا المهاجرين يؤذينا، وما يصيبهم يصيبنا، ومن يهمزهم فقد همزنا، وأبواب الشام ستبقى مفتوحة على مصراعيها لكل من أراد نصرتها”.

كما انتقدت النصرة احتواء ميثاق الشرف على بند يطالب بتقديم النظام ومجرميه إلى المحاكمة العادلة بعيداً عن الثأر والانتقام، واعتبرت أن الثأر والانتقام من الشرع، وأن “أصحاب الردة المغلظة ليس لهم في الإسلام إلا السيف”. وأكدت أن التعامل مع الفرق والأديان والطوائف يجب أن يختلف من طائفة لأخرى، ولا تجوز المساواة بينهم، منتقدة ما جاء في بنود الميثاق الثوري من ضرورة تحقيق الأمن لجميع مكونات المجتمع السوري.

ونصح البيان في نهايته الموقعين على الميثاق بالرجوع عنه وتعديله وضبطه بألفاظ ومشاريع إسلامية واضحة.

وكانت كبرى الفصائل الإسلامية قد وقعت على ميثاق الشرف الثوري، كـ”الجبهة الإسلامية” و”فيلق الشام” و”ألوية الفرقان”، إضافة لفصائل أكثر اعتدالاً كـ”جيش المجاهدين” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام”. وأكد الميثاق ضرورة احترام حقوق الإنسان، وإقامة دولة العدل والقانون والمساواة، وتحقيق الأمن للمجتمع السوري بنسيجيه الاجتماعي المتنوع بكافة أطيافه العرقية والطائفية.

وتميز الميثاق بتغليب الخطاب الوطني السوري على الخطاب الديني، واستقبله السوريون بنوع من الارتياح، واعتبره أغلب الناشطين بأنه خطوة جديدة وثورية تحتاج إلى مراقبة للتأكد من صدق الكتائب المشاركة فيه، وهو ما يبدو أنه أثار حفيظة “جبهة النصرة” التي تتبع للقاعدة.

ويعتبر بيان النصرة أول رد رسمي لها على ميثاق الشرف، لكن سبق أن استنكر قادتها هذا الميثاق في تغريدات لهم على موقع التواصل “تويتر”، ودعوا إلى التبرؤ منه وإلى توقيع ميثاق إسلامي بديل يتعهد بمحاربة النظام.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *