صبت الصحف اللبنانية اهتمامها، أمس الأربعاء، على زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشيل سليمان إلى المملكة العربية السعودية التي كان قد تم تأجيلها لأكثر من ٦ أسابيع لأسباب قيل إنها مرتبطة بالحوار الإيراني الأميركي، وتأثير ذلك على المنطقة برمتها.
وانقسمت التحليلات حول نتائج تلك الزيارة وانعكاساتها المحتملة على عملية تشكيل الحكومة، من دون إغفال التفاعل الذي أحدثه حضور الرئيس سعد الحريري الاجتماع بين رئيس الجمهورية والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
فبينما رأت الصحف القريبة من “٨ من آذار” أن هذا اللقاء يثير الريبة، اعتبرت الصحف المقربة من قوى “١٤ آذار” أن الزيارة تبعث بالأمل.
وقت غير مناسب
جريدة “الأخبار”، وهي ذات توجه موالي لحزب الله رأت أن “زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى السعودية أتت في وقت غير مناسب، خصوصاً مع الحرب المعلنة التي تقودها السعودية على سوريا وفريقها في لبنان”. وحتى أنها ذهبت إلى اتهام الرئيس سليمان بخضوعه إلى توجيهات المملكة.
وصحف أخرى موالية لسوريا أثارت تعليقات كثيرة حول ظهور رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي وصفته بالمفاجئ، والذي يكشف نية السعودية بفرضه في أي تسوية مقبلة. كما اعتبرت أن الزيارة بشكل عام قللت من مكانة الرئيس.
وكشفت أوساط رئاسية لـ”العربية.نت” أن التقييم العام للزيارة إيجابي جداً، منتقدة الجهات التي قللت من أهمية هذا اللقاء. وتقول المصادر إن كل زيارات رئيس الجمهورية قوبلت بالانتقادات رغم أهميتها بالنسبة إلى لبنان.
وتقول المصادر إن المملكة شددت على أهمية تحييد لبنان من الصراعات الاقليمية، وتحديداً النزاع السوري، مثنية على جهود الرئيس في إدارة المرحلة الحالية. وأهم ما توصل إليه لبنان من خلال هذه الزيارة بحسب المصادر، هو تعهد المملكة بتنفيذ وحث دول “مجموعة دعم لبنان” على تقاسم أعباء النازحين ومساعدة لبنان في موضوع إغاثة اللاجئين.
فيما يخص تأليف الحكومة، علمت “العربية.نت” أن المملكة أكدت حرصها على تشكيل الحكومة في أقرب وقت قبل الاستحقاق الرئاسي في الربيع المقبل. كما تم تأكيد حرص المملكة على اللبنانيين المقيمين في السعودية.
أما عن مشاركة الرئيس الحريري في اللقاء، فتؤكد تلك المصادر على أهمية ذلك، خاصة وأن رئيس الجمهورية يبحث في إعادة تفعيل قنوات التواصل من أجل تأليف الحكومة وإقامة الحوار.
لبنان يحتاج لدعم المملكة
من جهته، أعرب عضو كتلة المستقبل خالد الضاهر عن تفاؤله تجاه هذا اللقاء، معتبراً أن لبنان اليوم يحتاج إلى دعم المملكة.
وقال ضاهر أثناء حديثه لـ”العربية.نت” إن هذه الزيارة جاءت لتؤكد أن السعودية لن تترك لبنان يواجه المطامع الإيرانية منفرداً”. وعاد ليشدد أن الملك لم يتطرق في حديثه مع رئيس الجمهورية إلى تفاصيل تأليف الحكومة، بل إنه شدد على ضرورة تشكيل حكومة تخدم الاستقرار في لبنان.
لكن هذا الموضوع استحوذ على حيز واسع من المباحثات التي جرت أثناء لقاء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة السابق، يوضح الضاهر. و كشف الضاهر أنه لم تتم مناقشة شكل الحكومة، بل تم التأكيد من قبل زعيم المستقبل على ضرورة تأليف حكومة عادلة تتبنى “إعلان بعبدا” الذي يدعو إلى حياد لبنان تجاه الأزمة السورية، الأمر الذي يتطلب بطبيعة الحال عودة حزب الله عن قراره بالانغماس في التدخل العسكري في سوريا.
هذا التفاؤل من جانب تيار المستقبل قابله فتور من قبل قوى “الثامن من آذار” حيث أوضح النائب قاسم هاشم لـ”العربية.نت” أن تواصل لبنان مع محيطه الغربي مطلوب، لكن تبقى العبرة بالنتائج التي لم تتوضح حتى الآن.
من ناحيته اعتبر الصحافي إبراهيم بيرم في حديثه مع “العربية.نت” أن الزيارة جاءت بنتائج سلبية، معتبراً أنها زادت من الاحتقان الداخلي. وأضاف أنها لم تكن على مستوى الآمال المعقودة عليها من ناحية التسهيل في تأليف الحكومة.