العربية.نت- في أول رد فعل رسمي على التفجير الذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الثلاثاء، طالب رئيس الجمهورية ميشال سليمان بتحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة. كما استنكر التفجير كل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام.
أما زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فأكد أن “لبنان دخل في حلقة جنونية، وهناك عناصر تكفيرية بدأت تستفحل إرهاباً”.
وتوقع جنبلاط المزيد من التفجيرات في البلاد، داعياً لإيجاد “تضامن أمني وسد الثغرات الأمنية والحدودية لأن الحدود مفتوحة مع سوريا والعناصر التي تأتينا تعبر هذه الحدود”.
وأضاف: “هناك مرض نفسي سياسي عقائدي بناه الذين يسمون أنفسهم الدعاة، ويشوهون الإسلام تحت شعار الجهاد ضد النفس والآخر.. ليس هذا هو الجهاد، إنما ما يحصل مخالف للإسلام”.
كما اعتبر جنبلاط أن “التحليل لا ينفع، بل يجب إعادة النظر في أساس التربية والتوجيه الإسلامي في الجوامع والمدارس كي نحد من هذه الظاهرة، التي هي قديمة جديدة، بدأت عندما غزت في الماضي ودمرت بلاداً مثل باكستان وأفغانستان وانتقلت إلى البلاد العربية اليوم”.
وبدوره، استنكر رئيس كتلة “المستقبل”، النائب فؤاد السنيورة، التفجير الذي طال الضاحية الجنوبية، معتبراً أنه “بمثابة جريمة ضد الإنسانية لأنه يستهدف سكان مدنيين أبرياء”.
ودعا السنيورة إلى “الوقوف في وجه هذا الإجرام المتنقل والعمل على حماية لبنان وإبعاده عن الشرور ومواجهة الإرهابيين”، مضيفاً أن “هذا لا يمكن أن يتم إلا بوحدة الأهداف وبالتزام لبنان والجهات الأساسية فيه التزاماً كاملاً بسياسة النأي بالنفس عن ويلات المنطقة ومشكلاتها”.
وأضاف: “لم يكن مبرراً توريط لبنان في الأهوال الجارية من حوله، ولم يفت الأوان للخروج من المنزلقات والشرور التي تم التورط فيها”، مطالباً السلطات الأمنية بـ”تكثيف التحقيقات لكشف المجرمين وإنزال العقوبات بهم”.
ومن جانبه توقع النائب عن حزب الله علي عمّار أن لا يكون هذا التفجير هو الأخير الذي يستهدف معقل حزبه.
أما المحلل السياسي، خليل فليحان، فاعتبر في حديثه لقناة “العربية” أن هناك من يريد نقل الارهاب إلى بيروت مع اقتراب تشكيل حكومة جديدة، مذكراً بأن الانفجار لم يطل أي “هدف حزبي”، حيث إن المكان الذي وقع فيه هو شارع سكني. وتحدث هنا عن “استهداف شقق سكنية بقصد إحداث صدمة لدى الناس”.
وشدد فيلاحان على عدم وجود “فراغ أمني” في المنطقة المستهدفة، حيث إنها تخضع لرقابة أمنية مشددة من قبل قوى أمنية وحزبية، وأضاف: “من يرد أن يضرب الاستقرار يعمل ذلك رغم الإجراءات الأمنية والعيون الساهرة”.
وقتل 5 أشخاص، الثلاثاء، وأصيب نحو 30 آخرين في انفجار وقع في حارة حريك بالضاحية الجنوبية معقل حزب الله.