أجبرت قوات حكومة جنوب السودان على التراجع خلال عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على بلدة بانتيو شمالي البلاد.
وكان جيش جنوب السودان أعلن السيطرة على معاقل للمتمردين في بلدتي ناصر بولاية أعالي النيل وبانتيو بولاية الوحدة.
وقال مراسل بي بي سي أليستر ليثهيد، الموجود في مجمع تابع لبعثة الأمم المتحدة بإحدى ضواحي البلدة، إن إطلاق نار سمع من خارج المدينة، وإن فلولا من القوات الحكومية شوهدت تنسحب منها.
وتبادلت القوات الحكومية والمتمردون السيطرة على بلدة بانتيو النفطية مرات عدة، منذ اندلاع القتال في جنوب السودان في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وتنفي قوات المتمردين اتهامات الأمم المتحدة لها بأنها قتلت مئات الأشخاص على أساس عرقي بعد استيلائها على البلدة الشهر الماضي.
وكان مسؤول رفيع في جيش جنوب السودان قال لبي بي سي إن مفاوضات السلام مع المتمردين يمكن أن تجري في الوقت نفسه الذي تتواصل فيه عملية كبرى بدأت الأحد لاسترجاع المدن التي تحتلها قوات المتمردين.
وقال الكولونيل فيليب أغوير بانيانغ المتحدث باسم جيش جنوب السودان إن ايقاف تشظي وتجزئة البلاد سيمكن الحكومة من التوصل إلى تسوية سياسية.
واندلع النزاع بعد أن اتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب عليه.
ونفى مشار الاتهامات، لكنه حشد بعد ذلك قوات من المتمردين لقتال حكومة كير.
ويكتسي الصراع على السلطة بين كير ومشار، اللذين قاتلا معا خلال الحرب الأهلية في السودان قبل الاستقلال عن الخرطوم، طابعا عرقيا إلى حد بعيد.
وينتمي كير إلى قبيلة الدينكا أكبر جماعة عرقية في جنوب السودان، بينما ينتمي مشار إلى قبيلة النوير ثاني أكبر جماعة عرقية.
ويتورط كلا الجانبين المتصارعين في جنوب السودان في ارتكاب فظائع وجرائم حرب، واشتد القتال بينهما مع إعلان المتمردين قرب سيطرتهم على حقول النفط والبلدات الرئيسة شمالي البلاد.
وتنشر الأمم المتحدة قوات حفظ سلام يبلغ قوامها نحو 8500 جندي في جنوب السودان، الذي انفصل عن السودان عام 2011.