اعتبر حزب الله اللبناني أن عدم الافراج عن جورج عبدالله يأتي في اطار خضوع السلطات الفرنسية “لحملة ابتزاز تمارسها أمريكا”.
وقال الحزب في بيان صدر يوم 14 يناير/كانون الثاني إن “السلطات الفرنسية تتلكأ مجددا في الإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله، في خضوع لحملة الابتزاز التي تمارسها الإدارة الأمريكية”.
ورأى البيان أن “هذا الإجراء الفرنسي الجديد هو إمعان في مسلسل الظلم الذي يتعرض له هذا المناضل البطل، والذي بدأ باعتقاله واستمر من خلال احتجازه دون أي مستند قانوني بعد انتهاء محكوميته”.
وأشار إلى أن “استسلام السلطات الفرنسية المتواصل أمام رغبات الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، واعتبارها أوامر لا بد من تنفيذها، يدل على هزل مزاعم السيادة وحرية القرار عند هذه السلطات”، مؤكدا على “كذب الحديث عن استقلالية القضاء وغلبة قيم العدل في الدول الغربية التي يحاضر قادتها بالقوانين والقيم والمساواة أمام العدالة”.
ورحب الحزب في بيانه بالحديث عن الإفراج عن جورج عبد الله، معتبرا أن “الإفراج إذا تم يمثل انتصارا للحق وإقرارا بحقيقة التعسف في اعتقاله والاستمرار في سجنه”، مبديا قلقه “الشديد من أن يؤدي تدخل الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني مجددا في هذه القضية إلى المزيد من المماطلة”.
وطالب حزب الله السلطات الرسمية اللبنانية بـ”رفع أقصى درجات الاستنفار لمواكبة الموضوع ومتابعة تطوراته بشكل دائم، وصولا إلى التحرك بالشكل المناسب لمواجهة هذا الطغيان الأمريكي والصهيوني السافر، والتخاذل الفرنسي”، كما طالب بـ”أوسع حملة تضامن سياسية وشعبية مع عبد الله،خلال هذه المرحلة الحاسمة في قضيته”.
وكان القضاء الفرنسي قرر الخميس الماضي، الإفراج عن عبد الله المسجون منذ 29 عاماً بتهمة قتل دبلوماسيين اثنين، أمريكي وإسرائيلي، في باريس عام 1982، شرط ترحيله من البلاد.
يشار الى ان عبد الله عمل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واعتقل في 24 تشرين أول/ أكتوبر 1982، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 1987 بتهمة المشاركة بعملية اغتيال الدبلوماسيين الأمريكي تشارلز روبرت داي، والإسرائيلي ياكوف برسيمانتوف، في باريس.
وكان المحتجون على عدم الافراج عن عبدالله وقفوا يوم 14 يناير/كانون الثاني أمام السفارة الفرنسية في بيروت وحاولوا اقتحامها ورشقوا القوى الأمنية بالبيض والحجارة مما أدى الى اصابة عنصر من القوى الامنية، فيما عززت قوى مكافحة الشغب والجيش اللبناني من تواجدها عند مدخل السفارة.
وشارك في هذا الاعتصام ممثلون عن “حزب الله” و”الشيوعي” و”السوري القومي الاجتماعي” و”العربي الديمقراطي” بالإضافة الى تجمعات يسارية. ووقع اشكال بين المعتصمين والقوى الامنية أمام مدخل السفارة، وتدخل مسؤولو الأحزاب وشقيق جورج عبد الله جوزف لتهدئة المعتصمين وابعادهم عن مدخل السفارة.