نشر جنود سوريون صورة مشتركة في منطقة الزبداني، التي تدور حولها معارك طاحنة بين النظام السوري وميليشيات “حزب الله” من جهة، ومقاتلي المعارضة السورية التي تضم أطيافاً متعددة في ما بينها.
ويظهر في الصورة شعارات لـ”حزب الله” وبعض الميليشيات العراقية، من مثل “يا زينب”، كما يظهر في الصورة الملتقطة منذ حوالي 3 أيام في الزبداني.
الصورة أثارت أهل المنطقة الذين فوجئوا بأن عناصر من جيش النظام الرسمي، يضعون “شعارات ذات طبيعة مذهبية”، وهي لا تنتمي أصلاً إلى “عقيدة الجيش السوري” الذي ضم “عظيماً كيوسف العظمة” الذي كان ملهماً لتأسيس العقيدة “الوطنية العربية السورية”.
وقال بعض أهالي الزبداني الذين يتواصلون مع أهلهم المهجّرين، عبر شبكات التواصل الاجتماعي: إن وجود “الشعارات” الاستفزازية، في منطقتهم، لم تكن الأولى، وإنها تقريباً بدأت “بالظهور منذ هجوم “حزب الله” والجيش السوري على أطراف المنطقة”.
واستغرب الأهالي سماح “النظام لجنود الجيش بالتقاط سيلفي وعليه شعارات مذهبية ثم توزيع الصورة الملتقطة على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وذكرت الأنباء أن نشر السيلفي لجنود النظام، في الزبداني، وهم يعلّقون شعارات “استفزازية”، له “تداعيات خاصة تختلف عن أي مكان آخر”، بسبب أن منطقة الزبداني كانت قد “تخلصت من هيمنة النظام” على “يد أهلها”. فستكون مثل تلك الصور “مستفزة على أكثر من صعيد”.
الأسد يتجرّع الكأس ولا شروط لديه!
يذكر أن بعض الميليشيات التي قاتلت مع جيش الأسد، سبق لها أن رفعت الشعارات المذهبية، في أطراف دمشق وبعض قرى حلب. إلا أن النظام السوري سارع إلى منعها “لما تسببت به من استفزاز لأبناء المناطق”. وعُرِف في هذا المجال، أن بعض ضباط جيش النظام، عبّروا عن “امتعاضهم” لـ”تساهل” النظام عبر سماحه برواج تلك الشعارات.
إلى هذا، فإن كلاماً يتم تناقله بين عناصر الجيش السوري، يعبرون فيه عن “غضبهم” من “تباهي” حزب الله “بانتصاراته” كما لو أن “الجيش السوري النظامي أصبح هو الحزب، والحزب أصبح جيشاً”.
وترجّح مصادر أن “استيلاء حزب الله على عقيدة الجيش السوري” عبر وضع شعارات دينية، لم يكن “وليد هذه اللحظة الحرجة”.
وتوضح المصادر أن “طبيعة التحالف الجارية بين مقاتلي حزب الله والجيش السوري” تُرغم “الأسد” على “تجرّع هذه الكأس”، خصوصا بعد تقديم “النظام السوري كل ما لديه في الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بينه وبين طهران” وأصبح النظام، في موقف “الأضعف” ولن يعود بمقدوره “إيقاف هذا الاستيلاء” على عقيدة الجيش السوري ومنع الشعارات الدينية والطائفية من التنقل على “رؤوس عناصره”، كما انتهى المصدر السابق.