تحوّلت الأرض السورية إلى غرفة عمليات دولية جمعت الأميركيين والفرنسيين والروس، تحت شعار محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وتُرجمت بدعم ميداني للحملة القائمة لاستعادة منبج من التنظيم، مع استمرار دفع المدنيين ثمن هذه الحرب، في موازاة الجمود الذي يلف المفاوضات السورية.
وبدأ توسّع الدور الأميركي على الأرض السورية يُقلق النظام السوري وحلفاءه، مما ظهر خلال اجتماع بين وزير دفاع النظام السوري، فهد جاسم فريج، مع وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، ونظيره الروسي، سيرغي شويغو، في طهران. وأعلن دهقان في كلمة خلال الاجتماع، أن بلاده “تؤيد مقترح وقف إطلاق النار في سوريا بشرط ألا يؤدي هذا لدعم وتقوية العناصر المنتمية للتنظيمات الإرهابية”. واتهم “الولايات المتحدة والسعودية وحلفاءهما بدعم المجموعات المسلحة في سوريا التي تسوّق أنها مجموعات تمثّل المعارضة المعتدلة”، محذراً من هذه السياسات “التي قد تؤدي بدورها لحصول تنظيم داعش على أسلحة كيماوية وحتى نووية، وهو ما يعني تهديد السلم الدولي”.
هذا تتصاعد أوجه معاناة سكان مدينة منبج وريفها مع استمرار المواجهات العسكرية بين قوات “سوري الديمقراطية”، التي تتقدّم في محيط المدينة، وتنظيم “داعش” الذي ما زال يحتفظ بالسيطرة على المدينة، فمع تواصل النزوح وسط المعارك الجارية في منبج، يفقد مزيد من المدنيين حياتهم يومياً نتيجة إصابتهم بقذائف عشوائية أو رصاص طائش أو نتيجة انفجار ألغام زُرعت على الطرقات الواصلة بين القرى في ريف منبج.
وواصلت قوات “سوريا الديمقراطية” تقدّمها في ريف مدينة منبج، في ريف حلب الشرقي، الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، لتفرض سيطرة نارية على آخر طرق إمداد التنظيم الرئيسية المؤدية إلى المدينة. وقال الصحافي، عدنان الحسين، المتواجد على الحدود السورية التركية، لـ”العربي الجديد”، إن “قوات سوريا الديمقراطية تقدّمت من جهة الجنوب الغربي وسيطرت على قرية الشيخ طباش، وباتت على مسافة كيلومترين من المدينة قرب الطريق الدولي حلب منبج، فيما سيطرت من جهة الشمال على قرية شويحة، واحتفظت بالمواقع، التي تقدّمت فيها من جهة الشرق في قرى الهدهد والياسطي”.
ولفتت مصادر محلية في ريف منبج إلى أن تنظيم “داعش” انسحب ظهر أمس، الخميس، من قرى الخرفان والحيه الصغيرة والحية الكبيرة والكرسان ورسم المشرفة، وهي القرى التي تُعتبر آخر مناطق سيطرة “داعش” في ريف منبج الشرقي لتصبح قوات “سوريا الديمقراطية” بذلك على تخوم المدينة من الجهة الشرقية، فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه منذ بدء هجوم قوات “سوريا الديمقراطية”، قُتل 132 من مقاتلي “داعش”، مقابل 21 من “سورية الديمقراطية”، فضلاً عن مقتل 37 مدنياً.
واتخذت المعركة في محيط منبج طابعاً دولياً على الأرض، مع إعلان باريس وجود جنود فرنسيين يقدّمون الدعم لقوات “سوريا الديمقراطية”. وقال المتحدث باسم الجيش الفرنسي، الكولونيل جيل جارون، إن وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لو دريان، أكد أن فرنسا توفر أسلحة وغطاء جوياً إلى جانب المشورة في الحملة الهادفة إلى طرد “داعش” من منبج. وأضاف في إفادة صحافية: “لا نخوض أبدا في تفاصيل عن أي شيء يتصل بالقوات الخاصة، التي هي بطبيعتها خاصة. لن تحصلوا على أية تفاصيل لحماية أنشطة هؤلاء الرجال”، فيما قال مصدر مقرب من وزير الدفاع الفرنسي إن “الهجوم على منبج كان مدعوماً بشكل واضح من بعض الدول، وبينها فرنسا، الدعم هو نفسه بتقديم المشورة”، دون أن يدلي بأية تفاصيل عن عدد الجنود. وكان لودريان قد ألمح من قبل إلى وجود جنود فرنسيين مع جنود أميركيين، إلى جانب قوات “سوريا الديمقراطية”، في الهجوم على منبج.
اد مايدعموا الإر ها بيين من السعودية وغيرها سيكونون مصيرهم تحت الصرماااية واولهم السعودية.
https://m.youtube.com/watch?v=Kd0G3__HiJQ