بدّد إعلان الأردن المفاجئ إحباط مخطط إيراني تورط فيه عراقي جندته المخابرات الإيرانية، لتنفيذ عمليات تفجيرية في المملكة، بدّد ما وُصف بـ”تحسن” في العلاقات الأردنية الإيرانية في الآونة الأخيرة.
ويرى محللون أن الرسالة الإيرانية مرتبطة بما يجري في الساحة السورية، وتحديدا على الجبهة الجنوبية، إضافة إلى موقف الأردن وواجبه في دعم العشائر غرب العراق.
“ربيعي” ونرويجي ومن “فيلق القدس”
وكانت مصادر قضائية كشفت فجر الاثنين عن إحباط مخطط إيراني كان يستهدف مواقع في الساحة الأردنية، فيما كشفت عن شخص يدعى خالد الربيعي 49 عاما يحمل الجنسية النرويجية، وينتمي لفيلق القدس، المتهم في أكبر قضية من نوعها منذ عشر سنوات، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر قضائية أن المتهم الربيعي ضبط في أبريل الماضي وبحوزته 45 كلغم من المتفجرات.
وبدأت الاثنين محكمة أمن الدولة الأردنية أولى جلسات محاكمة الربيعي الذي يواجه تهم “حيازة مواد مفرقعة بقصد استخدامها في أعمال إرهابية، والقيام بأعمال من شأنها الإخلال بالنظام العام وتعريض المجتمع وأمنه للخطر، والانتساب لجمعية غير مشروعة (فيلق القدس) بقصد ارتكاب أعمال ارهابية في المملكة”.
حادثة غريبة
وقال الكاتب الأردني محمد أبو رمان لـ”العربية.نت” إن هذه الحادثة غريبة ومحيرة في توقيتها، خصوصا بعد أن ظهر تحسن على العلاقات الأردنية الإيرانية في الآونة الأخيرة”، مضيفاً أن “أبرز أسباب هذه العملية يعود إلى الاتهامات الأخيرة التي تلقاها الأردن من النظام السوري وحلفائه الإيرانيين بأن الأردن يشارك لصالح الجيش الحر في معاركة ضد النظام السوري”.
وأوضح أبو رمان أن هنالك تصوراً لدى أصحاب القرار في الأردن بأن المملكة موجودة على لائحة الأهداف الإيرانية منذ سنوات، خصوصا تلك الخطط الموجودة على أجندة الخلايا والأفراد التابعة لفيلق القدس الإيراني.
وأضاف أبو رمان أنه في حال استطاعت إيران الوصول إلى أهدافها في الأردن، ستبرأ بنفسها من مسؤولية أي عملية إرهابية وسيتم إلصاق التهمة بتنظيم “داعش”.
ردود فعل متوقعة
ومن جهته، قال الباحث الأردني في الشؤون الإسلامية حسن أبو هنية لـ”العربية.نت” إنه في حال ثبت أن هذه العملية بدعم إيراني، فمن المتوقع أن الأردن سيقوم بالرد على إيران عن طريق ضرب مصالحها، من خلال زيادة دعم المملكة لسوريا والعراق واليمن.
وأشار أبو هنية إلى أن المملكة كانت تحاول جاهدة تحسين العلاقات الأردنية الإيرانية في الفترة الأخيرة، من خلال الزيارات الدبلوماسية المكثفة، مؤكداً أن المصالح المتضاربة فيما بين البلدين حالت دون تحسين العلاقات بين الطرفين.
وفي ذات السياق، قال النائب في البرلمان الأردني محمود خرابشة، إن الأطماع الإيرانية في المنطقة بأكملها بدت واضحة ليست في سوريا واليمن والعراق، إنما في الأردن أيضا خصوصا، حين تم ضبط أكبر عملية إرهابية من حيث كم ونوع المتفجرات.
وأكد الخرابشة أن إيران تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الأردن، من خلال اعتمادها على أشخاص ينفذون عمليات إرهابية حتى تسود سيطرتها ونفذوها في المنطقة، وأن يصبح لإيران موطئ قدم جديد في المملكة.
وأضاف الخرابشة أنه من الضروري مواجهة الأطماع الإيرانية في المنطقة، مبيناً أن فشل العملية الأخيرة تضاف إلى سلسلة الانتصارات والمكاسب التي تحققها قوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن واستقرار المملكة.
كذب تركيا مع المعارضين السوري و تركيا جار الايران لكن ايران لم تستهدفه .تشعر في عمان أن ثمة تفاوتاً في مستويات التعاطي الرسمي مع ظاهرة «السلفية الجهادية»، فالموقف الأردني حاسم لجهة رفض أي دور لهذه الجماعات على الجبهة الجنوبية في سوريا، لكن في الداخل الأردني تبدي السلطات مقداراً كبيراً من الهدوء في تعاملها مع ملفاتهم الداخلية.