مازالت استقالة د. محمد البرادعي من منصبه كنائب رئيس الجمهورية والتي قبلها الرئيس عدلي منصور أخيراً، تثير سخطاً بين الأوساط السياسية والخبراء، فيما اعتبرت حركة تمرد هذه الاستقالة هروباً من المسؤولية.
وكشف عمرو علي، عضو تكتل القوى الثورية، أن فضّ اعتصامات الإخوان كان مقرراً يوم 15 رمضان، ولكن البرادعي رفض وطالب بتأجيل القرار لحين التوصل لاتفاق مع الإخوان.
كما كشف السفير القطري في القاهرة في لقاء تلفزيوني له، الخميس، أن البرادعي اتصل به لعرض مبادرة جديدة لحل الأزمة قبل يومين من فض الاعتصام، وبالفعل بدأ بالتحرك حتى فوجئنا بفضّ الاعتصام أمس.
واعتبر خبراء ومحللون سياسيون أن استقالة محمد البرادعي جاءت في التوقيت غير المناسب وأنها أفقدته مستقبله السياسي.
لا يعمل سوى في الهواء الطلق
يقول الكاتب الصحافي حلمي النمنم لـ”العربية نت”: “مستقبل البرادعي السياسي في تراجع الآن بعد هذه الاستقالة”، معتبراً أن “البرادعي لا يعمل سوى في الهواء الطلق، وهو غير مؤهل لتحمل مسؤولية وطنية وسياسية”.
ويرى النمنم أن البرادعي كانت له وجهة نظر في فضّ اعتصام رابعة ومشروع سياسي للتعامل مع الأزمة الحالية لكنه لم يوضح للرأي العام هذا المشروع.
وأضاف أن ما تردد من تسريبات غير مؤكدة عن هذا المشروع تقول إن البرادعي “كان يطرح فكرة الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي وكل قيادات الإخوان مقابل اندماجهم في العملية السياسية، وهو نفس الطرح الأميركي الذي رفضه الشعب المصري قبل القيادة السياسية للبلاد الآن”.
انتحار وطني بسبب الاستقالة
وأكد الدكتور عزازي علي عزازي، منسق عام جبهة الإنقاذ الوطني، لـ”العربية نت” أن البرادعي لم يعد له مستقبل سياسي، لأنه مارس نوعاً من الانتحار الوطني بهذه الاستقالة في هذا التوقيت الذي نحتاج فيه إلى الاصطفاف الوطني لكل فئات الشعب وكل مؤسسات الدولة من جيش وشرطة وقضاء وإعلام وكنيسة وأزهر.
ويقيّم عزازي استقالة البرادعي قائلاً إن البرادعي يبعث برسالة ضد الدولة وضد الشعب لصالح شيطان لا نعرفه، وقد فقد بهذه الاستقالة رصيده الشعبي، وفقد منصبه الذي كان يمكن من خلاله أن يعبر عن أهداف الثورة المصرية في الخارج، كما أنه أيضاً فقد رضا الإخوان الذين لم يعد لهم وجود الآن.
ويؤكد عزازي علي عزازي أن ما يثار حول مبادرة قطرية لإنهاء الأزمة واتصال البرادعي بالسفير القطري في القاهرة قبل يوم واحد من فضّ الاعتصام للتدخل ربما يكون صحيحاً، وإن كانت هذه المبادرة تتعلق بالإفراج عن مرسي وقيادات الاخوان فإن هذه المبادرة ستكون ضد البرادعي خاصة أنه هو صاحب دعوات المبعوثين الأوروبيين والأميركان الذين جاءوا لفرض شروطهم على شؤون مصر الداخلية.
ويشير عزازي إلى أنه على افتراض أن البرادعي كان حريصاً على عدم إراقة الدماء في فضّ الاعتصام فكان عليه أن ينظر الى فترة الـ46 يوماً الماضية، وكيف كان الاخوان يجهضون أي محاولة للحوار، وكان عليه أن ينظر الى الإجماع الشعبي والوطني لفضّ الاعتصامات الإخوانية غير السلمية، بالإضافة الى أنه كان على البرادعي أن ينظر الى رفض القيادة السياسية المصرية والشعب المصري كله بعد 30 يونيو للإملاءات الغربية فيما يتعلق بإعادة الحياة للمشروع الإخواني.
اختيار البرادعي كان خاطئاً من البداية
ومن جانبه يرى عمرو علي، قيادي في حزب الجبهة الديمقراطية، أن وضع البرادعي في منصب نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية كان خاطئاً من البداية، فعلى مدار الشهر الماضي لم نسمع عن زيارة للبرادعي لأي دولة خارجية ليشرح للغرب ما حدث في 30 يونيو، فمنصبه يفرض عليه أن يكون عيناً لمصر لدى الخارج، لكن ما لاحظناه أن البرادعي كان عيناً للغرب في مصر.
ويدعو عمرو علي البرادعي الى اعتزال العمل السياسي بعد هذه الاستقالة التي جاءت في غير توقيتها، وأن يبقى أيقونة الثورة المصرية فقط لا غير دون أن يمارس أي دور سياسي.
لـــــولا وجـــــود عـــكـــس الـــمـــعـنـى —— لـــمــا كـــان لـلــمــعــنى مــعــنــى
فـــلـــولا وجـــــود الـــعـــســـــــــر ——- لـــمــا كــان لـلــيـسر مــعــنــى
ولـــــــولا وجــــود الــــتــــــعـــب ——مـــــا كـــان لـــلــــراحـــة مـعـنـى
ولـــــولا وجـــــود الــــحـــــــــزن ——لــــمــا كـــان لــلــفـــرح مـــعــــنـــــى
ولــــــولا وجــــود الـــــــظـــــلام —– لــــمـــا كــــان لـــلـــنـــور مــعــنــى …