على الرغم من سخونة المشهد السياسي المصري والمواجهات الدامية في الكثير من المحافظات، لا تزال نتائج انتخابات النقابات
المهنية وما يلاحظ فيها من تراجع ملحوظ لتيارات الإسلام السياسي بشكل عام وجماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص مجالا لنقاش وجدل بين الباحثين والمتابعين.
فالإخوان الذين اشتهروا خلال عهد مبارك بنجاحهم المستمر في القدرة على التواجد في معظم النقابات يشهدون الآن تراجعاً ملحوظاً
في قوائم معظم الانتخابات النقابية.
آخر هذه التراجعات كان خلال انتخابات نقابة الصيادلة التي شهدت اكتساحا للتيار المدني، الذي نجح في الحصول على عشرة مقاعد من أصل اثني عشر مقعدا.
هذه الانتخابات جاءت بعد أيام من انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحافيين، والذي فاز فيها الباحث السياسي الدكتور ضياء رشوان، على حساب الكاتب عبد المحسن سلامة الذي تردد أنه مدعوم من قبل الجماعة، والمفاجأة أن الجماعة لم تحصل على أي مقد في هذه الانتخابات.
الكاتب الصحافي عبد الله السناوي، أكد لـ”العربية نت”، أن هذه النتائج تؤكد على تراجع شعبية الجماعة على خلفية أدائهم السيئ لإدارة شؤون البلاد، مضيفا أن معظم أعضاء النقابات اكتشفوا أن فشل الإخوان في إدارة الأزمات انعكس على تراجع شعبيتهم حتى داخل النقابات.
وعلى الجانب الآخر، أكد القيادي في حزب الحرية والعدالة محمود عامر لـ”العربية نت”، أن الإعلام يبالغ في مسألة تراجع شعبية الجماعة.
مؤكداً أن الجماعة لم ترشح أحداً في انتخابات الصحافيين، حتى يتهموا أنهم خسروا فيها، مضيفاً أن القياس يجب أن يكون على أساس
عدد المرشحين للإخوان على أي قائمة ونسبة نجاح من ترشح، وليس على أساس كافة المقاعد، مشيراً أنه إذا تم اعتماد هذا القياس سوف يتبين للجميع بأن الجماعة لم تخسر أي انتخابات حتى الآن.
ومن جهته، أكد بشير عبد الفتاح رئيس تحرير مجلة الديمقراطية، أن نتائج انتخابات بعض النقابات ومن قبلها نتيجة اتحاد طلاب الجامعات المصرية يعد مؤشرا بالفعل على تراجع شعبية الجماعة، ولكنه في الوقت ذاته يحذر من خطورة القياس، بأن هذه النتائج قد
تلعب دوراً في نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث إن معايير الانتخابات مختلفة والجمهور المستهدف مختلف، وبالتالي فإنه على الجماعة مراجعة سياساتها، وضرورة التواصل مع النخب من التيارات الأخرى، وعدم الاعتماد على أعضائها، والمتعاطفين معها فقط.