أثارت تصريحات الفريق عبدالفتاح السيسي، وزيرالدفاع المصري، بأن الصراع السياسي في البلاد قد يؤدي إلى انهيار الدولة عدة أسئلة، حيث حملت هذه التصريحات بين سطورها لهجة تحذير.. إن لم تكن تهديداً.
وطرحت هذه التصريحات سؤالاً هاماً، وهو لمن يوجه الجيش المصري هذه التحذيرات، هل للمعارضة أم لنظام الحكم في مصر؟ وهل تعني هذه التحذيرات إشارات مبدئية على قرب تدخل القوات المسلحة في الشأن السياسي المصري؟ وهل يتكرر سيناريو ثورة يناير 2011، في يناير 2013 بنزول الجيش مرة أخرى ويحكم البلاد؟
“العربية.نت” طرحت هذه التساؤلات على خبراء عسكريين وسياسيين للإجابة عنها، وأجمعت الآراء على أن الجيش لن ينزلق مرة أخرى في مستنقع السياسة.
وأكد د.حسن أبوطالب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ”العربية.نت”: “إنني فور صدور هذه التصريحات سألت مسؤولاً كبيراً في القوات المسلحة نفس هذه التساؤلات، فأكد لي “أن أي تفكير في نزول القوات المسلحة للقيام بمهام سياسية لن يحدث، وأنه على كل فصيل سياسي معارضة أو حكومة أن يقوم بمهامه وبدوره المحدد، ولا ينتظر تدخل الجيش”.
مهمة الجيش تتعلق بحماية البلاد
وأضاف أبوطالب: “المسؤول أكد لي أيضا أن مهمة القوات المسلحة في الظرف الراهن تتعلق فقط بحماية البلاد بالتعاون مع الشرطة في مواجهة عمليات التخريب وحفظ الأمن للمواطن المصري فقط”.
ويشير أبوطالب إلى أن مغزى تصريحات وزير الدفاع المصري اليوم “أنها رسالة لكل القوى السياسية حكومة ومعارضة بأن الجيش المصري لن يقوم بأي عمل ضد أي فصيل سياسي على حساب فصيل آخر، وهو مؤسسة وطنية للمصريين جميعا”.
وأضاف أبوطالب “أن التوتر الحادث الآن من وجهة نظر القوات المسلحة المصرية وتصريحات وزير الدفاع تعكس خطورة الموقف، الذي استشعره الجيش لأن هذا التوتر ينعكس على أداء المؤسسات العسكرية في الدولة ويؤثر على وظيفتها في الجاهزية العسكرية، ومن هذا المنطلق يطالب الفريق السيسي القوى السياسية بأن تحل مشاكلها وأن القوات المسلحة ليس لها أهداف سياسية”.
ويوضح أبوطالب “أن هناك من يراهن من كلا الجانبين – المعارضة والنظام – على القوات المسلحة، فالمعارضة مثلا تساند عمليات العنف وتستغلها سياسياً وتراهن على زيادة العنف لكي يتدخل الجيش، وأن القوات المسلحة ستتدخل بعد ذلك وتقوم بتسليمها الحكم على طبق من ذهب، أما النظام السياسي الحاكم فيراهن على الجيش من خلال دفع الشرطة لمواجهة العنف من أجل الإجهاز عليها وإرهاقها وبالتالي تطلب من الجيش التدخل لتحويله إلى أداة قمعية من أدوات الإخوان”.
ويستدرك أبوطالب: “لكن هذين الرهانين سيفشلان فشلاً ذريعاً، لأن الجيش لن يكرر تجربة يناير 2011”.
شعور بالخطر
أما جورج إسحاق، عضو جبهة الإنقاذ الوطني، فيؤكد لـ”العربية.نت”: “أن هذه التحذيرات من الجيش تعكس شعوره بالخطر، مما يجري الآن ونحن نرى أنه لا حل لإزالة هذا الخطر سوى بالاستجابة لمطالب الثوار، وأن ما قاله وزير الدفاع المصري يحمل إنذاراً قوياً لجميع الأطراف ولكننا نثق في وطنية الجيش وقيادته ومتأكدين أن له رؤية وطنية وحكمة في التعامل مع هذا الظرف”.
وانتقد إسحاق رفض الرئيس المصري تشكيل حكومة إنقاذ وطني لحل الأزمات التي تشهدها البلاد، وفي نفس الوقت نرفض طرح حزب النور بتشكيل حكومة ائتلافية لأن الوقت ليس وقت محاصصة”.
رسالة تحذير موجهة للشعب
ويرى اللواء نبيل فؤاد، أستاذ العلوم الاستراتيجية والخبير العسكري” “أن تحذيرات الفريق السيسي رسالة تحذير موجهة لجموع الشعب المصري والحكومة والمعارضة والنظام السياسي المصري بأن مصر في موقف لا تحسد عليه، وأن تطور الأحداث لأكثر من ذلك سيؤدي إلى خطر على الأمن القومي”.
ويؤكد اللواء فؤاد: “إن هذه التصريحات تؤكد أيضاً أن القوات المسلحة جزء لا يتجزأ من هذا الشعب، وأنها لن تدخل في صدام مع الشعب مهما كانت الظروف، وهذا يرجع إلى تمتع الجيش المصري بالصبر الطويل في مواجهة مثل تلك الأحداث، وكما شاهدنا في بورسعيد فإنه تعامل مثلا مع المتظاهرين بكل حكمة وفي السويس شكل قائد الجيش الثالث الميداني لجاناً شعبية للتعاون مع القوات المنتشرة وعادت الأمور إلى الهدوء النسبي هناك، وفتح حواراً مع التجمعات الشبابية في مدن القناة وتواصل مع أسر ضحايا الأحداث الأخيرة، مما جاء بنتائج إيجابية لأنه ليس هناك أي مصلحة مع انقطاع الحوار”.
أما عن سبل مواجهة أحداث العنف، وهل يمكن أن يشتبك الجيش مع أي مظاهرات عنيفة يقول اللواء نبيل فؤاد “إن استخدام الجيش للعنف لن يكون إلا في حالات محددة وهي إذا تعرضت قواته للاعتداء مثلاً، أو تعرضت أهداف استراتيجية مكلف بحمايتها، لأن هذه الأهداف ملك للشعب المصري والقانون خول له إطلاق النار في هذه الحالات، وقد تعامل اليوم مع بعض الأفراد الذين هاجموا سجن بورسعيد”.
وفي تحليله للأجواء السياسية والثورية الدائرة اليوم، وهل يمكن أن يتكرر سيناريو يناير 2011 ويتدخل الجيش؟ يرى اللواء فؤاد “أن الأجواء اليوم ليست كأجواء يناير 2011 ، ففي السابق كان الشعب كله ضد النظام: أما اليوم فالشعب منقسم والحكومة والمعارضة ممثلة في جبهة الإنقاذ غير مدركة لذلك، وبالتالي لا يمكن استنساخ ثورة يناير 2011 في يناير 2013”.
الرئيس مبارك كان شايل البلد على Zubu فلما وقع الريس وقعت مصر في الفوضى
للأسف النوعية دى فى منها كتير أوى فى مصر ! بردو مش هنقول ولا يوم من أيامك يا مُبارك !