شهدت الآونة الأخيرة منذ عزل الرئيس محمد مرسي عن سدة الحكم بمصر، تصعيداً كبيراً من قبل المرأة “الإخوانية”، كما شهد إشراكها في الشارع تحولاً ملحوظاً في أفكار الجماعة، إلى حد قيام طالبات جامعة الأزهر الإخوانيات (حركة طالبات ضد الانقلاب)، بإغلاق أبواب العديد من الكليات، ومنع طلابها من الدخول، وقطع الطرق حول الجامعة، والاشتباك مع الشرطة واستفزازها بهتاف: “حط البنت في التخشيبة واحلق شنبك والبس جيبة”، والتعدي على رجال ونساء الأمن الداخلي بالجامعة، وضربهم، وإيقاع تسعة مصابين بينهم.
وفي هذا الإطار، رصدت “العربية نت” التحول الذي طال السلوك النسائي الإخواني، و”نظرة” جماعة الإخوان المسلمين للمرأة، التي تحولت إلى النقيض بعزل مرسي.
وبدأ الظهور القوي لـ”المرأة الإخوانية” مع اعتصام “رابعة العدوية” والذي بدأ يوم 28 يونيو واستمر لمدة 47 يوماً ظلت خلالها نساء الإخوان مقيمات في الخيام، ثم كان ظهورهن في مقدمة مظاهرة للإخوان بالمنصورة يوم 19 يوليو، سقطت خلالها 3 قتيلات.
وأكد القيادي الإخواني السابق إسلام الكتاتني، مؤسس حركة “بنحب البلد دي” أن المرأة ليس لها أي كيان داخل “الجماعة” وأكبر دليل على ذلك هو عدم تمثيلها داخل مكتب الإرشاد أو حتى مجلس شورى الجماعة.
وانتقد الكتاتني غياب الرشد السياسي لدى الإخوان، إذ إنهم لم يجدوا أمامهم سوى فتيات ونساء جماعة الإخوان للدفع بهن في المسيرات والتظاهرات، حتى يحدث الصدام بينهن والقوى الأمنية وتسيل الدماء لنساء وفتيات بعمر الزهور لاستثارة عاطفة ووجدان الشارع والمجتمع.
عباءة الإسلام.. ومحنة الجماعة
وقالت الدكتورة نجوى سعد الله أستاذة علم الاجتماع بكلية آداب حلوان من جهتها، لـ”العربية نت”: إن الإخوان طوال تاريخهم يستبعدون “المرأة” من مشاهدهم، لأنها “عورة” بالنسبة لهم، وقد تخلوا الآن عن هذه الفكرة، لأنهم يرتدون “عباءة الإسلام” فقط، والتي تختلف عن تطبيق “مبادئ الإسلام” ويسيرون بمبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”، على حد قولها.
ولذلك لم تتردد جماعة الإخوان في استغلال النساء والفتيات وتوظيفهن لتحقيق الهدف بالعودة للحكم مرة أخرى، وفي سبيل ذلك سبق أن ساقوا أطفالاً يرتدون الأكفان في مشهد مهيب لم تعرفه الدولة الإسلامية منذ نشأتها ولا حتى الوطن العربي.
وتختصر الدكتورة سعدالله الأمر كله بأن “الحشود النسائية الإخوانية هي ترجمة فعلية لمحنة الجماعة في الشارع المصري”.
المظلومية.. وتسول عطف المجتمع
وأوضح الدكتور هاشم بحري الخبير بالطب النفسي لـ” العربية نت” أن الإخوان كانوا دائما يعيشون على إلصاق أنفسهم بـ”المظلومية” من خلال التركيز على اضطهادهم من الحكومات السابقة وسجنهم لسنوات طويلة لجلب التعاطف الشعبي.
وفسر بحري المشهد النسائي الإخواني الحالي بأنه بعد انكشاف تسلط الإخوان عندما وصلوا للحكم، وفقدانهم للسلطة والشعبية معا يحاولون الآن باستغلال “العنصر النسائي”، تسول عطف المجتمع مرة أخرى، فظهرت مجموعة 7 الصبح، ورأينا فتيات في عمر الزهور يظهرن خلف القضبان يمسكن بأيديهن السبح في مشهد ديني، مثير للتعاطف والشفقة (لمن لا يعرف الحقيقة)، وغير ذلك من مشاهد الاستعطاف، لكن المصريين فطنوا لهذه اللعبة الجديدة من قبل الإخوان.