صنافير وتيران هما جزيرتان سعوديتان بالأصل قامت السعودية بالتخلي عنهما لمصر بهدف استخدامهما في الحرب ضد إسرائيل.. هذا ما أكده خبراء مصريون التقت بهم “العربية.نت “.
الجزيرتان كما يقول الخبراء المصريون هما في الأصل سعوديتان تركتهما السعودية لمصر من أجل حمايتهما من قبل واستخدامها في الحرب وكان إغلاق مضيق تيران سببا في اندلاع حرب يونيو 1967.
اللواء نصر سالم الخبير العسكري المصري يؤكد أن الجزيرتين خضعتا للإشراف المصري منذ يناير 1950 حيث طلب الملك عبدالعزيز آل سعود من مصر توفير الحماية للجزيرتين وهو ما استجابت له مصر وقامت بتوفير الحماية للجزر منذ ذلك التاريخ.
وعن الأهمية الاستراتيجية للجزيرتين يؤكد الخبير المصري لـ”العربية.نت” أن لهما أهمية استراتيجية كبيرة حيث إن مضيق تيران، هو مخرج خليج العقبة إلى البحر الأحمر وهو ما يعني أنه ممر ملاحي مهم وتسبب إغلاقه كما قلنا سابقا في اندلاع الحرب مع إسرائيل التي رأت في إغلاقه تحديا لها ومنعا لسفنها من عبور باب المندب وتصنع الجزيرتان ممرات ملاحية منها ممر اسمه إنتربرايز إلى الغرب وعمقه 950 قدما وممر جرافتون وعمقه 240 قدما.
وقال إن الجزيرتين وقعتا تحت سيطرة إسرائيل بعد حرب عام 1967 واستعادتهما مصر بعد حرب 73، وفي البروتوكول العسكري لمعاهدة كامب ديفيد وُضعت الجزيرتان ضمن المنطقة ج وتخضع لتأمين من القوات البحرية المصرية.
ويضيف الخبير العسكري أن الجزيرتين لم تستخدمهما مصر من قبل كمواقع استراتيجية مهمة فعندما أغلق عبد الناصر مضيق تيران اندلعت الحرب وعندما استعادتهما مصر بعد حرب اكتوبر اشترطت معاهدة كامب ديفيد أن تكونا في المنطقة ج وهي منطقة منزوعة السلاح حتى لا يتم تهديد إسرائيل بإغلاق الملاحة، لكن الأهمية الكبرى لهما هي التأمين الدفاعي الاستراتيجي لشبه جزيرة سيناء والمياه الإقليمية المصرية على البحر الأحمر إضافة لتحكمها في مضيق تيران وهو ما يعني السيطرة على حركة الملاحة في البحر الأحمر وفي اتجاه خليج العقبة.
وزارة البيئة المصرية قررت إدراج الجزيرتين كمحميتين طبيعيتين عام 1983 وقالت إن جزيرة تيران تتميز بتوافر الجزر والشعاب المرجانية العائمة بها وتتكون من صخور القاعدة الغرانيتية القديمة وتختفي تحت أغطية صخور رسوبية وتنحصر مصادر الماء في الجزيرة من مياه الأمطار والسيول الشتوية التي تتجمع في الحفر الصخرية التي كونتها مياه الأمطار والسيول الشتوية بإذابتها للصخور، أما جزيرة صنافير فقالت عنها إنها توجد غرب جزيرة تيران وعلى بعد حوالي 2,5 كلم منها كما يوجد بها خليج جنوبي مفتوح يصلح كملجأ للسفن عند الطوارئ، وهو ما يجعلها مقصدا لمحبي رياضات الغوص كما توجد بهما ثروة من الأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض كالسلاحف الخضراء والأحياء المائية الأخرى مثل الرخويات وشوكيات الجلد والطحالب البحرية.
الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ بكلية الآداب بجامعة حلوان، قال لـ”العربية.نت” إن الجزيرتين تتبعان في الأصل مملكة الحجاز والتي انضمت للسعودية عام 1926 حتى أعلنت المملكة رسميا عام .1932
وأوضح أن السعودية وبعد حرب 1948 واستيلاء إسرائيل على جزيرة ام الرشراش المصرية والمعروفة حاليا باسم إيلات خشيت على الجزيرتين وبعد توقيع هدنة ردوس طلبت من مصر الدفاع عن الجزيرتين في مواجهة إسرائيل وحتى لا يحدث معهما مثل ما حدث من قبل مع أم الرشراش وهو ما استمر حتى الأمس مؤكدا أنه طبقا للجغرافيا والتاريخ فهما يقعان في المياه الإقليمية السعودية.
بقي سؤال أخير لماذا استغرق الأمر 6 أعوام من المفاوضات بين مصرو السعودية للتوصل لاتفاق الأمس، وهنا يقول الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي إن تحديد الامتدادات البحرية بين الدولتين تم وفقا لحالة خاصة وهي حالة وجود خليج وفقا للمادتين 10 و12 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982 وفي هذه الحالة يمتد البحر الإقليمي لكل واحدة منهما ب 8 أميال بحرية فقط مضيفا أنه تم الاستناد إلى ذلك في تحديد وضع الجزيرتين وإلى أي دولة تتبعان.