في زيارتين مفاجئتين، الأسبوع الماضي، وصل وزير الخارجية الأميركي الجديد، جون كيري، إلى بلدين احتلتهما الولايات المتحدة خلال الأعوام الماضية، وظهر جلياً خلال الزيارة مدى ضعف تأثير الولايات المتحدة في بلدين مهمين هما أفغانستان والعراق.
ففي أفغانستان اضطرت الولايات المتحدة إلى تسليم سجن باغرام للحكومة الأفغانية هذا الأسبوع على الرغم من إمكانية إفراج القيادة الأفغانية عن معتقلين خطرين في هذا السجن، تلا ذلك توصل الجانبين لاتفاق على سحب القوات الأميركية من مقاطعة وردق شرق أفغانستان بعد تراجع أميركي واضح عن قرار كان قد اتخذ بعدم مغادرة تلك المنطقة حالياً.
وفي العراق، لم تلق طلبات واشنطن المتواصلة لحكومة بغداد وقف عبور طائرات إيرانية تنقل أسلحة للنظام السوري أجواء العراق أي استجابة، حتى بعد كلمات قاسية وعلنية، مثل هذه التي قالها كيري أثناء زيارته “هناك أعضاء كونجرس وأشخاص في أميركا يراقبون ما يفعله العراق، ويتساءلون: كيف من الممكن أن يتصرف شريك للجهود الديمقراطية بهذه الطريقة التي تجعل إنجاز أهدافنا المشتركة صعبه؟”.
فهل فشل جون كيري أم أن المعادلة السياسية في المنطقة اختلفت؟
وفي هذا الصدد، قال تشالز دن، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة “فريدوم هاوس”، ومسؤول أميركي حكومي سابق عمل في وزارة الخارجية وفي مجلس الأمن الوطني في قضايا تخص المنطقة: “لا أعتقد أن القوة الدبلوماسية الشخصية فارقة في هذه الحالة، الحكومة العراقية ترى أننا خففنا من التزاماتنا في العراق وفقدنا التأثير نتيجة ذلك”.
ومضى دن يقول: إن نوري المالكي يريد الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة، ولكن جارته إيران شرقاً وسوريا غرباً تفرضان عليه حسابات مختلفة.
وعلى جانب آخر، صرح ديفيد نيوتن، وهو سفير أميركي سابق في العراق، بأن الحكومة العراقية تعتقد أن الولايات المتحدة ليست بقوة جارته إيران. أما دن فيقول إن الولايات المتحدة كان يجب أن تفعل المزيد لتغير من الدينامية، وأن تبدأ المحادثات والمفاوضات بشأن وضع القوات الأميركية في العراق مبكراً، وهي لم تفعل ذلك، لكون شهية الإدارة الأميركية لا تفضل بقاء قوات هناك.
أما نيوتن فيرى أن للولايات المتحدة قوة يجب أن تمارسها، وعن ذلك قال “لدينا بالتأكيد بعض التأثير، فنحن المزود الأول للأسلحة للعراق، ونستطيع أن نعجل أو نؤخر من توفير الأسلحة، ونحن أصدقاء مع قطر والسعودية، ونستطيع أن نتخذ قرارات مع المعارضة السورية تؤثر في العراق”.
وبعد أكثر من عشر سنوات من الجهود الأميركية لاحتواء العنف وبناء عراق وأفغانستان جديدين، جاءت نتائج استطلاعات الرأي مخيبة للآمال: استطلاع لجالوب أشار إلى أن 22% من العراقيين 35% من الأفغان فقط يؤيدون الدور الأميركي.