ينهمك العشرات من النشطاء العرب والسوريين في بريطانيا، بجمع التبرعات وإرسال المساعدات لإغاثة ملايين السوريين الذين أنهكهم القصف المتواصل، وتدهورت أحوالهم المعيشية، في محاولة لدعم صمود الشعب السوري.
وأطلقت مجموعة من النشطاء مع واحدة من أبرز منظمات العمل الخيري في بريطانيا، وهي هيئة الأعمال الخيرية، حملة جديدة تحت شعار “خبزنا لسوريا”، تمكّنت حتى الآن من توزيع ألف طن من دقيق القمح، في محاولة لتوفير الخبز للسوريين المحتاجين.
ويقول القائمون على الحملة إنها تمكّنت في مرحلتها الأولى من الوصول إلى ثلاثة ملايين سوري وتقديم المعونة لهم، بما في ذلك لاجئون سوريون في دول الجوار، ومنكوبون ومحتاجون داخل الأراضي السورية، بما في ذلك العاصمة دمشق.
وقال الناطق الإعلامي باسم هيئة الأعمال الخيرية في بريطانيا، عدنان حميدان لـ”العربية.نت”: إن الحملة التي بدأت مؤخراً بتوزيع ألف طن من دقيق القمح على المحتاجين في سوريا، إضاقة إلى مساعدات أخرى بلغت قيمتها مليون دولار، ستستمر خلال الأسابيع والشهور المقبلة، مشيراً إلى أن الهدف الرئيس من هذه الحملة هو إيصال الخبز للسوريين في ظل المعاناة القاسية التي يمرون بها.
وأوضح حميدان أن الهيئة قامت بجمع التبرعات من بريطانيا وأستراليا وبعض الدول العربية عبر مكاتبها في هذه الدول من أجل تأمين أكبر كمية ممكنة من المساعدات، حيث تم تفريغ الكميات الضخمة من المساعدات في الأراضي التركية قرب الحدود مع سوريا، ومن هناك أعيد تحميلها وإرسالها إلى مختلف المدن والقرى والمناطق السورية.
ويؤكد حميدان أن المنكوبين في سوريا ليسوا اللاجئين فقط، وإنما هناك ملايين المتضررين العالقين داخل الأراضي السورية، أو الذين رفضوا المغادرة، وهؤلاء من المفترض أن تتم إغاثتهم والوصول إليهم، مشيراً إلى أن حاجتهم لا تقتصر على الخبز وحده وإنما تمتد إلى أشياء أخرى عدة، مثل المستشفيات والدواء والوقود وغير ذلك.
وأشار حميدان إلى أن هيئة الأعمال الخيرية في بريطانيا أقامت حتى الآن ثلاثة مستشفيات ميدانية في مناطق منكوبة داخل سوريا، وبتكلفة إجمالية بلغت 1.5 مليون دولار، إلا أن مشروع إرسال المزيد من الأدوية وأجهزة العلاج والمستشفيات لا يزال قائماً مع تزايد الحاجة لذلك، نتيجة سوء الأحوال وتصاعد وتيرة القتال والقصف الذي يتعرض له المدنيون.
وتبذل عشرات المنظمات الخيرية في بريطانيا، جهوداً كبيرة من أجل جمع التبرعات لإغاثة المنكوبين السوريين، سواء اللاجئين منهم في دول الجوار، أو المحتاجين داخل الأراضي السورية.
كما تعج الصحف البريطانية بعشرات الإعلانات اليومية التي تحث على التبرع لإغاثة السوريين، فضلاً عن العديد من الجمعيات التي تأسست أصلاً لهذه الغاية بعد أن تدهورت الأحوال الإنسانية في سوريا.