قلل الخبير العسكري والمدير الأسبق لمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة من تأثير قرار الولايات المتحدة الأميركية تجميد أو تخفيض أو قطع المساعدات العسكرية للجيش المصري. وأكد للعربية نت أن مصر وجيشها لديهما البدائل المناسبة، وأن كفاءة وقدرات الجيش لن تتأثر على الإطلاق بهذا القرار أو غيره، وأن مصر تكاد لن تخسر شيئاً من مثل هذه القرارات التي تصدر جراء ضغوط التنظيم الدولي على “المشرعين الجمهوريين” بالكونغرس الأميركي، بهدف إجهاض ثورة 30 يونيو، وكسر إرادة الشعب المصري.
وكانت الولايات المتحدة، قد أعلنت مساء أمس الأربعاء، عن تجميد تسليم بعض المعدات العسكرية الثقيلة إلى القوات المسلحة المصرية، وتشمل تعليق وصول طائرات “إف 16″، وطائرات الأباتشي، وصواريخ من طراز هاربون، ودبابات “أبرامز”، ومساعدتها المالية للحكومة المصرية، في انتظار إحراز تقدم ذي صدقية نحو حكومة مدنية منتخبة ديمقراطياً.
السيسي وقضية المعونات الأميركية
إلى ذلك، كشف مسؤول بالإدارة الأميركية أن وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، أجرى اتصالاً هاتفياً بالفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع. وأكد هيغل خلاله للسيسي أن العلاقات والمساعدات الأميركية لمصر مستمرة. واتفق الجانبان على اتخاذ الخطوات اللازمة لاستئناف المساعدات، وكذلك أهمية التزام مصر بخارطة الطريق لإقامة نظام ديمقراطي يشمل كافة الأطياف”.
وقال إن هيغل أشار خلال الاتصال الهاتفي إلى أن “الولايات المتحدة في حاجة لإعادة فحص علاقات المساعدات مع مصر، ومن بين ذلك بعض الأنظمة العسكرية الرئيسية”.
وكان الفريق السيسي قد تناول قضية التلويح بقطع المعونات الأميركية في حديثه لصحيفة “المصري اليوم” أمس، وقال: “المعونة العسكرية تم النص عليها وتحديدها ارتباطاً بمعاهدة السلام التي تستند في أركانها إلى توازن القوى بين الأطراف. وبالتأكيد لها عائد إيجابي على تحقيق المصالح والأهداف المصرية والأميركية أيضاً”.
الأسلحة وقطع الغيار والتدريب
وأوضح الخبير العسكري، اللواء حسام سويلم لـلعربية نت أن المساعدات العسكرية الأميركية تصرف على ثلاثة أوجه، وهى: الأول شراء أسلحة جديدة، والثاني قطع الغيار لاستعاضة الاستهلاك، والثالث التدريب. وأضاف: “فيما يخص التدريب، فقد كان يتم من خلال مناورات النجم الساطع، وهو متوقف منذ ثلاث سنوات، وهذا التوقف لا يضير الجيش المصري”.
واستطرد اللواء سويلم أنه بالنسبة للتسليح وشراء الأسلحة، فإن مصر بإمكانها أن تتجه إلى روسيا والصين، وهما على استعداد لإمدادنا بالأسلحة المتطورة المطلوبة.
وأثنى اللواء سويلم في هذا الصدد على موقف المملكة العربية السعودية، إذ أبدت استعدادها التام لتمويل صفقات السلاح في حال قطعت الولايات المتحدة مساعدات التسليح.
وانتقل سويلم إلى الجزء الثالث من المعونات العسكرية الأميركية، وهو الأهم والخاص بـ”قطع الغيار” للدبابات والطائرات والسفن، وإجراء العمرات للطائرات ومحركات السفن، مشيراً إلى أن تأثير هذا الجزء “محدود” على الجيش المصري.
وأكد أن الطائرات والدبابات والسفن لن تتحول إلى كهنة أو خردة، وشرح سويلم هذا الأمر بأن القوات المسلحة كانت تتحسب لمثل هذه الاحتمالات، موضحاً أن قطع الغيار لها أبواب ومصادر أخرى من دول تستخدم نفس التسليح، كما أن لدينا تصنيعاً لبعض القطع، ولدى الجيش إمكانية إجراء هذه “العمرات” لمحركات السفن والطائرات والدبابات بالورش الخاصة به دون عوائق، وهذا يحدث بالفعل.
ضغوط التنظيم الدولي للإخوان
ولفت الخبير العسكري إلى اتصالات سابقة جرت بين الفريق عبدالفتاح السيسي وكبار مسؤولي الإدارة الأميركية، أكد خلالها السيسي مراراً رفض مصر التلويح الأميركي من آنٍ لآخر بورقة المعونات العسكرية والتهديد بقطعها، وقال السيسي لهم نصاً: “عاوزين توقفوها.. أوقفوها.. هذا قراركم”.
وقال سويلم إن هذا القرار الأميركي جاء نتيجة ضغوط التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين على الأعضاء الجمهوريين بالكونغرس الأميركي، وإنه يعتقد أن أميركا ستتراجع عن هذا القرار، ونبه إلى أن العقلاء بالإدارة الأميركية قالوا إن مصر يمكنها استعاضة التسليح من روسيا والصين، وإن مصر لن تخسر كثيراً.
وأنهى سويلم تصريحاته للعربية نت بأن الولايات المتحدة إذا قطعت المساعدات عن مصر تكون قد فقدت آخر أوراق الضغط بيد إدارة أوباما.