منذ حوالي أسبوع، يوم إعلان أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله جهاراً انخراط الحزب في القتال في سوريا، اكتسحت فجأة المناطق التي تقع تحت نفوذ حزب الله صور “الشهداء”، الذين سقطوا وراء الحدود اللبنانية.
فبعد أن كانت صور هؤلاء القتلى محدودة ومنتشرة بشكل خجول في الضاحية الجنوبية لبيروت والقرى الجنوبية والبلدات البقاعية ذات الأغلبية الشيعية، رفعت اللافتات العملاقة لـ”الشهداء ” وعلقت صورهم في كل أنحاء تلك المناطق وسط أهازيج احتفالية ومكبرات لصوت الحسينيات. ناهيك عن المشاهد الاحتفالية المضخمة لحفلات تأبين” الشهداء” حيث يتم إطلاق النار ورش الأرز على نعوش القتلى، المتمايلة على أكف المشيعين.
غضب شعبي وامتصاص مقابل من حزب الله
محمد من سكان الضاحية يقول لـ”العربية .نت” “منذ فترة كنا نرى صورا بحجم (الاي فور) معلقة ببعض زوايا المنطقة مكتوب عليها اسم عنصر حزب الله مع عبارة “قتل أثناء تأديته واجبه الجهادي”. أما الآن فتفاجأنا بكمية اليافطات التي تعلق يومياً على وقع سقوط عناصر الحزب في المعارك بسوريا”.
ويضيف محمد مستطردا “إن البيئة الحاضنة للحزب لم تغير مزاجها بعد توجه عناصر حزب الله إلى قبلة غير المسجد الأقصى. ربما نرى بعض الأهالي يعبرون عن غضبهم، لكن سرعان ما يمتصها الحزب لاحقا”.
أما الصحافي حسن عليق، المقرب من حزب الله، فيكشف أن حزب الله أصبح بالفعل يفتخر بشهدائه بشكل جلي أكثر من قبل، رغم أنه لم يخف شهداءه يوماً، بحسب عليق. و يعترف أن الخطاب الأخير لنصر الله غير العنوان السياسي لانخراط الحزب في النزاع الدائر في سوريا. فبعد أن كان “حماية المقدسات الدينية للطائفة الشيعية وحماية اللبنانيين في المناطق المحاذية للحدود الشرقية اللبنانية”، أصبح العنوان “حماية لبنان من التكفيريين”. إلا أن عليق يجزم أن تغيير العنوان السياسي للقتال لم يغير من مزاج البيئة الحاضنة للحزب، موضحاً أن ارتباطها مع الحزب يعود إلى العلاقة الدينية والأيديولوجية التي تدعم خط الممانعة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
“دفاعاً عن الوطن”
بالنسبة إلى الحزب، يسقط مقاتلوه دفاعا عن الوطن، كما أكد حديثا عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” نواف الموسوي، معلناً أن “الشهداء الذين نقوم بتشييعهم كل يوم هم شهداء الدفاع عن لبنان والوحدة الوطنية والعيش الواحد فيه ليبقى موحدا بجميع أبنائه”.
و بالأمس شق نعش القتيل من حزب الله موسى جرادي (في الصورة) طريقه بصعوبة وسط جماهير حاشدة كانت تشارك بمراسم التشييع رافعة أعلام حزب الله على وقع هتافات مؤيدة له.
وفي حين عاد الشاب مصطفى صالح ابن العشرين ربيعا الذي ذهب للقتال في القصير في سوريا “للدفاع عن لبنان، محملاً على الأكف وهو الذي لم يمض على زواجه أشهر، أكد مصدر مقرب من حزب الله لـ”العربية نت” أن صالح سقط في القصير مع 40 شهيدا آخرين قرب مطار الضبعة، كاشفاً أن 24 منهم أصلهم من منطقة بعلبك على الحدود الشرقية للبنان والآخرين من الجنوب اللبناني.
عجز الحزب عن إخفاء الضحايا
من جهته، يعيد الصحافي حازم الأمين، المظاهر الاحتفالية بالقتلى إلى عجز الحزب عن إخفاء الضحايا، لأن الأهالي سيطالبونه بتفسيرات، لذلك لا يستطيع التواضع بالتشييع لإظهار مدى أحقية القضية التي سقطوا من أجلها، و لإقناع جمهوره بها.
إلا أن الأمين، يرى أن الحزب مرتبك لأن الصورة التي صنعها لنفسه كقوة لا تقهر، والتي نشأت لمساندة المظلومين بدأت تهتز داخل مجتمعه. لهذا هو لا يعلن عن الأعداد التي تسقط في ميدان القتال، ويتم تشييع القتلى على مراحل. كما يؤكد الأمين أن قيادة حزب الله مرتبكة وتعمل جاهدة على إسكات الأصوات التي بدأت تعلو فوق صوت المعارك في سوريا.
اللعنة عليك يا مجرم ايران اللعنة عليك يا قاتل الثوار من اجل ظالم مثلك اللعنة عليك يا شيعي يا معفن اللعنة عليك يا ابن المتعة اللعنة عليك يا بيدق ايران والله لن تهنا بسلاحك والله لن ترتاح في مكانك حتى نمتقم لقتلانا يا مشرك