وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة خططا للتعامل مع أية كارثة إشعاعية متوقعة عقب الزلزال الأخير الذي ضرب ضواحي مدينة بوشهر الإيرانية في مواجهة خطر تسرب من المفاعل النووي الإيراني هناك.
وكان مجلس التعاون الخليجي أشار خلال اجتماع عقد في الرياض مؤخرا بمشاركة مختصين في لجان للطوارئ، إلى أنه “يستوجب دراسة تداعيات الزلزال وتأثيراته على البيئة الطبيعية بدول المجلس، والسبل الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة لدول المجلس على المستوى الجماعي المشترك”.
وأوضح المجلس أنه سبق أن نبهت دول الخليح إلى “خطورة وضع المفاعل النووي في بوشهر، وحذرت من احتمال التسرب الإشعاعي وتأثيراته الضارة على البيئة الطبيعية في منطقة الخليج العربي”.
كما دعت دول المجلس إيران إلى “ضرورة التزامها بالمعايير الدولية للأمن والسلامة في منشآتها النووية (..) لكنها مع الأسف الشديد، لم تبد أي تجاوب في هذا الاتجاه، ولم تتفهم طبيعة المخاوف حيال برنامجها”.
التلوث الإشعاعي
من جانبه، قال الخبير في شؤون البيئة أحمد حمدي في مقابلة مع سكاي نيوز عربية إن خطر التلوث الإشعاعي قوي جدا ويفوق بخطورته كل أنواع التلوث الأخرى لانتقاله من مكان لآخر بسرعة عالية، ولتأثيره الذي قد يبقى في المنطقة لمدة تزيد على 50 عاما.
وأضاف حمدي أن خصائصه بحد ذاتها تشكل خطرا كبيرا، إذ أن “الإنسان لا يستطيع رؤيته أو شمه أو الإحساس به، وينتقل الإشعاع بسهولة ويتسلل إلى الكائنات الحية في كل مكان دون أية مقاومة، ودون ما يدل على تواجده، ودون أن يترك أثراً في بادئ الأمر، وعندما تصل المواد المشعة إلى خلايا الجسم، تحدث أضراراً ظاهرة وداخلية.
ويسبب التلوث الإشعاعي خللا في التركيبة البيولوجية للإنسان، ويغير في جيناته ومناعته ويسبب الإجهاض عند المرأة الحامل أو تشوهات خلقية في الجنين ومعظم الأحيان يودي بالحياة.
وكان زلزال بقوة 6.3 درجات بمقياس ريختر، ضرب جنوب إيران، قرب المفاعل النووي في (بوشهر) على الساحل الشرقي للخليج، منتصف الشهر الجاري، وشعر به سكان الإمارات وكانت قوته من 4 إلى 5 درجات، حسب بعد الإمارة عن مركز الزلزال في إيران، ما دفع بهم إلى إخلاء منازلهم.
لا خطر مباشر
وكشفت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في أبوظبي لصحيفة “الإمارات اليوم” عن سيناريوهات مسبقة يمكن تنفيذها من خلال تمارين وطنية مشتركة بمشاركة الجهات المعنية ومؤسسات الدولة العسكرية والمدنية والخاصة، للتصدي لما يمكن أن يحدثه المفاعل النووي الإيراني من أضرار بالمجتمع والبيئة.
ونقلت الإمارات اليوم عن المتحدث الرسمي للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، جمال الحوسني قوله: “أن دولة الإمارات بعيدة عن التأثير المباشر للمفاعل النووي الإيراني، إذ يقع على مسافة تقدر بنحو 600 كيلومتر تقريباً عن مدينة أبوظبي”، مضيفاً أنه حسب تحليل الخبراء في هذا المجال “فإن احتمال تعرض الدولة لأي تأثير مباشر ضعيف جداً، إلا أننا نؤكد أيضاً أن أي تسرب إشعاعي من المفاعل حتماً ستكون له تداعيات سلبية على النظام الآيكولوجي في الخليج العربي”.
وأشار الحوسني إلى أن العمل جاري على تأمين البنية التحتية الحيوية وجاهزية المؤسسات المعنية بالبنية التحتية مثل محطات المياه والكهرباء والمنشآت البترولية للتعامل مع مثل هذه الحالات وتوفير الأمن والحماية والوقاية في المؤسسات المعنية بشكل دوري واعتيادي، فضلا عن أنه يتم التنسيق مع المؤسسات المعنية لدراسة مدى التأثير وما يمكن أن تتعرض له تلك المؤسسات من عطل أو توقف للأنشطة الحيوية بها جراء حدوث مثل هذه الأخطار، ومحاولة إيجاد بدائل لاستمرارية الأعمال في تلك المؤسسات الحيوية والهامة.