يتسبب “تسليح المعارضة السورية” في خلافات واسعة بين أجنحة الحكومة الأميركية، خصوصاً تسليم الجيش السوري الحر صواريخ محمولة مضادة للطائرات “المان باد”.
اطلعت “العربية.نت” على رسالة بعث بها رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، إلى السيناتور دايان فاينستاين، وهي رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، حيث طلب صراحة منها ومن أعضاء الكونغرس الموافقة على تسليم أسلحة مضادة للطائرات، وربما تكون هذه الرسالة أول وثيقة تؤكد صراحة مطلب المعارضة السورية.
“مضادات الطيران”
وكانت المعارضة السورية ناقشت مع الإدارة الأميركية خلال وبعد زيارة الجربا إلى واشنطن برنامج مساعدات، يشمل حماية مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية، وتحاشى الجربا أن يذكر الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات “مان باد”، خصوصاً أن هناك أساليب أخرى لحماية مناطق الثوار السوريين، ومن ضمنها مناطق الحظر الجوي، لكن المعارضة السورية تطلب الآن هذه الأسلحة، وتقترح، بحسب مصادر المعارضة في واشنطن، تسليم الأميركيين عدداً قليلاً من الصواريخ المحمولة من باب التجربة كما حصل مع صواريخ “تاو” المضادة للدروع.
لكن 19 عضواً في مجلس النواب الأميركي وقعوا رسالة إلى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، طالبوا فيها الرئيس الأميركي بعدم منح المعارضة السورية “المان باد”، واعتبروا “أن هناك مخاطر لاستعمال الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات في منطقة حرب غير مستقرة”.
وأضافت الرسالة أن الموقعين يرون أن مخاطر وقوع هذه الأسلحة الفعالة “في أيدي الجهاديين الذين يريدون إلحاق الضرر بالولايات المتحدة وحلفائها تفوق الفوائد من دعم الثوار الذين ندعمهم”.
ما يجب أن يقلق المعارضة السورية أن هذه الرسالة كتبها مسؤول ديمقراطي كبير في الكونغرس، وهو من حزب الرئيس الأميركي، وقد تحولت الرسالة إلى عريضة شعبية تبنتها حركة “موف أون” المعارضة للحرب، وتدعم التوجهات الليبرالية للرئيس باراك أوباما، وحصلت حتى إعداد هذا التقرير وخلال يومين من نشرها على توقيع حوالي 14 ألف مواطن أميركي.
التسليح والاختلافات
اعتبرت مصادر المعارضة أن أعضاء الكونغرس من موقعي الرسالة ليسوا في موقع يسمح لهم بوقف المساعدات للمعارضة السورية. وقال أبي شاهبندر، من مكتب الائتلاف في واشنطن، إن المعارضة السورية عملت “عن قرب مع الحكومة الأميركية لإعطاء الضمانات المطلوبة والتأكد أن هذه الأسلحة المتطورة سيتم استعمالها للدفاع عن الشعب السوري من غارات الأسد البربرية، وهي مدعومة من قبل الخبراء الروس”.
ومن الأساليب المطروحة لمراقبة هذه الأسلحة هو تزويدها بمجسات تتأكد من بصمات من يستعملها أو أجهزة تحديد المواقع GPS.
ومع هذا الجدل يبدو أن تزويد المعارضة السورية بصواريخ محمولة أو بأسلحة متقدمة مضادة للطيران مسألة بالغة التعقيد، فإلى جانب خطر وقوعها في أيدي إرهابيين، تزعزع هذه الصواريخ التفوق الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي خصوصاً لو تم تسليمها لقوات الجيش الحر المرابطة في منطقة جنوب سوريا بين القنيطرة ودرعا.
ما يزيد الأمور تعقيداً على المعارضة السورية هو عدم إبداء الإدارة الأميركية الحماس الكافي لدعم الائتلاف والجيش السوري الحر، فالإدارة الأميركية مازالت تضع شروطاً كثيرة على الجربا والمجلس العسكري، وتعتبر أنهم لا يملكون جذوراً عميقة على الأرض في سوريا، حتى إن أحدهم وصف الائتلاف بأنه “وزارة خارجية”، وأشار إلى أن واشنطن لم تر بعد أن المعارضة في الخارج وفي الداخل تشكل هيكلية واحدة. كما تتملص الإدارة الأميركية من وعودها بالقول إن مسألة تسليح المعارضة مسألة عالقة في الكونغرس وليست بيد السلطة التنفيذية.
أما المعارضة السورية في واشنطن فتنتظر ما سنراه على الأرض.