أعدم تنظيم “داعش”، اليوم الثلاثاء، أحد المؤيدين والمنتمين له، وهو محمد قراينة، المشهور بلقب “سيفو”، وهو “إعلامي” وظفه التنظيم بعد اختطافه، وكان من أكثر المناصرين له في مناطق حلب المحررة.

وأعدم محمد قراينة، الذي كان يقوم بالتصوير في جبهات القتال، ثم ينشر مقاطع فيديو للمعارك على “يوتيوب”، ضمن المجزرة التي ارتكبها التنظيم بحق المختطفين في مقره بمشفى الأطفال في حي “قاضي عسكر” في حلب، والتي يعتقد أن أعداد ضحاياها تقترب من الخمسين ضحية من الثوار والإعلاميين، بحسب مشاهدات مقاتلي الجيش الحر الذين يحاصرون المقر، عُرف منهم أربعة إعلاميين، و15 عشر مقاتلاً من “الجبهة الإسلامية”.s

ولم يتمكن مقاتلو الجيش الحر من إخراج أي شيء من كراج “مشفى الأطفال” أو إحصاء الجثث والتعرف إليها، لكنهم استطاعوا انتشال شيئين في إحدى هجماتهم: جثة “سيفو” إعلامي جبهة النصرة والمؤيد لـ”داعش”، ونظارة أخذوها من جثة “أبو يونس”، أحد أوائل ثوار حلب، والذي يعمل في إسعاف الجرحى في النقطة الطبية التابعة لـ”بستان القصر”.
سيفو كان يتوعد أعداء “داعش

وقبل أن يتم اختطاف “سيفو” من قبل “داعش” أثناء مداهمتها مقر تجمع “أنا سوري” واعتقالها كل من فيه، كتب “سيفو” على صفحته في “فيسبوك”: “خسئتم يا حثالة، دولة الإسلام باقية، كثرت أصابع الاتهام والأقاويل أن الدولة تختطف الإعلاميين في حلب، فاعلموا أن هناك إعلاميين يعملون تحت أجندات أميركية وإسرائيلية، وستقام دولة الإسلام شاء من شاء، وأبى من أبى”.

كما أعلن أنه حذف كل من سماهم الـ”علمانيين”، وهم بالنسبة له كل من يعادي “دولة الإسلام في العراق والشام”، ويتهمها بأنها تختطف الإعلاميين والناشطين بدون أسباب وجيهة، ولم يتوانَ عن توجيه الشتائم والاتهامات للمجموعات المدنية التي تهاجم “داعش”، حتى تلك التي كان قد عمل معها هو نفسه في فترة من فترات الثورة.
كيف أصبح “سيفو” داعشياً؟

صفة “سيفو”، وهو الاسم المستعار لـ”محمد قراينة” الذي تعوّد أهل حارة “بستان القصر” على مناداته به حينما سمى نفسه “سيف الله”، فيها الكثير من الرمزية، فهو ككثير من السوريين في المناطق المحررة، نبتت له لحية طويلة فجأة، وحلق شاربه، ووضع عصابة سوداء على جبهته، وبدأ ينشر صوره على وسائل التواصل الاجتماعي، مبشّراً بعقيدته الجديدة وسط تعليقات الإعجاب والغزل من “خطيبته”، دون أن تنبهه أن “الذقن الطويل” والعلم الأسود الداعشي لا يليق مع “النظارة الشمسية” و”حقيبة الخصر” التي تدلت من مقدمته في بعض صوره.

“سيفو” سمى نفسه قائداً لكتيبة تتكون منه بمفرده أو مع صديق أو اثنين، وفي أول عملية كقائد لكتيبة، اعتقلته “الهيئة الشرعية”، ودكته في سجونها لأيام بتهمة السرقة أو اختطاف شخص طلباً للفدية، خرج بعدها محتفلاً ببراءته، وقرر على ما يبدو أن يصبح إعلامياً عند جبهة “النصرة”، ولا يتردد في إظهار ولائه لـ”داعش” وبالوعيد والتهديد لكل من يعاديها.

ولا يحفظ “سيفو” الكثير من الآيات والأحاديث، وحينما يريد أن يستدل بها في نقاشه يفشل عادة في تذكر النص، وهو شخص طيب القلب يمثل شكلاً من التطرف هو الأكثر شيوعاً اليوم في المناطق المحررة، والذي يكون على شكل “موضة” من أجل تحقيق مكاسب شخصية، أو الغالب من أجل الحصول على الدعم بالسلاح والمال من أجل محاربة نظام الأسد.

وقبل عام فقط، كان “سيفو” يتشارك مع المجموعات المدنية في الحفلات التي ينظمونها من أجل دعم الأطفال، حيث أخذ دور البطولة في عدد من المسرحيات التي أضحكت الأطفال تحت وابل القذائف، كل ذلك قبل أن ينبت ذقن “سيفو”، وقبل أن يكفّر هذه المجموعات المدنية، وقبل أن تقتله “داعش” الثلاثاء أخيراً.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫3 تعليقات

  1. السحر انقلب على الساحر… بس منين طلعوا كل الاشكال الضاله دى؟؟؟؟

  2. (نبتت له لحية طويلة فجأة، وحلق شاربه) (، كل ذلك قبل أن ينبت ذقن “سيفو”) !!!
    يبدو ان نورت كما اغلب المعلقين لديهم مشكله مع كل صاحب ذقن !!!
    كان الله في عون السوريين فهم الضحية في هذا كله.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *