منذ اندلاع الحرب في سوريا لبىّ نحو 17 ألف شخص نداء التطرف الذي بثه داعش لتجنيد الشباب.
ويشكل الأجانب ممن نجح التنظيم في السيطرة على عقولهم حوالي 3000 شخص، وتؤرق عودتهم ألى أوطانهم بعد انتهاء الصراع حكومات تلك البلاد التي تعجز حتى الآن عن إيجاد حل للمشكلة.
والفتى رضا واحد من هؤلاء الشباب، ولم يبق لمحمد نضال ما يربطه بابنه رضا سوى صور يحتفظ بها وأخرى في الذاكرة عن الشاب اليافع الذي غرر به متطرفون في بلجيكا.
يقول والد رضا: “في غضون شهرين حولوا ابني الى شخص مجنون، حصل ذلك بعد الشروع في التردد إلى جامع في بلجيكا أولا ومن ثم الى منزل سري تدارسوا فيه تلك الأفكار المتطرفة”.
ويضيف والد رضا: “في طريقه إلى سوريا اتصل رضى بأخته قائلا أحبك وأحب أمي وأبي ولكن سأقدم على ذلك”.
قصة رضا هي واحدة من آلاف القصص التي غالبا ما تكون نهاياتها حزينة.
وتقول أمه: “لم أكن لأتخيل أن أحدا في جورجيا يسمح لقاصر في عمر السادسة عشرة بالسفر وحيدا.. هو كان ابني الوحيد”.
منذ اندلاع النزاع في سوريا تفاقمت مشكلة تجنيد الشباب في البلدان الغربية للقتال إلى جانب الميليشيات المتطرفة في العراق وسوريا والذي وصل عددهم نحو ثلاثة آلاف بحسب آخر الإحصائيات
ينشط داعش في عمليات تجنيد العناصر الغربية خاصة، حيث يذهب بعضهم للقتال لقناعات دينية بينما ينخرط آخرون سعيا الى المغامرة .. هذا وتكمن خطورة هؤلاء في عودتهم الى أوطانهم بعد كل ذلك التدريب العسكري.
وبالرغم من تشديد السلطات حول العالم رقابتها على عناصر عرفت بنزعاتها المتطرفة إلا أنها فشلت حتى الآن في إنهاء هذه الحالة.
ولعل نجاح مارك تايلور في التملص من حظر السفر الذي فرض عليه في نيوزيلندا لاتصاله بالقيادي في القاعدة أنور العولقي، يعتبر احد الدلائل على هذا الفشل.
ليبقى الأمل الأخير في الحد من هذه الجرائم هو التعويل على وسطية الخطاب الديني.