فرانس برس- اعتقل تنظيم داعش الجمعة عشرات الرجال والشبان من قريتين تقعان غرب مدينة كركوك في شمال العراق، بعد إقدام سكان فيهما على إحراق رايتين له، بحسب ما أفاد مسؤولون عراقيون.
وقال ضابط برتبة عقيد في الاستخبارات “خطف عناصر داعش مساء الجمعة 170 شابا ورجلا من أهالي قريتي الشجرة والغريب (في قضاء الحويجة) بعد إحراق رايتين للتنظيم”. وأوضح أن “عناصر التنظيم الذين كانوا يقودون ثلاثين مركبة، اتجهوا بالمخطوفين نحو مركز قضاء الحويجة الذي يضم المحكمة الشرعية وسجناً يستخدمه التنظيم” الذي يسيطر على القضاء منذ الهجوم الذي شنه في يونيو، وسيطرته على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.
وأكد مسؤول في محافظة كركوك ومسؤول محلي في الحويجة حصول عملية الاعتقال، مشيرين إلى أن عناصر التنظيم أبلغوا السكان أنهم يبحثون “عن 15 مطلوباً قاموا بإحراق راية الخلافة”، التي أعلن إقامتها في 29 يونيو في مناطق سيطرته في العراق وسوريا.
إلى ذلك، أكد أحد سكان قرية الشجرة أنه “يوم الخميس، تم إنزال راية داعش ليلاً من على مدخل القرية وإحراقها”. وأضاف “فوجئنا في الساعة السادسة والنصف من مساء الجمعة بقيام عناصر داعش معززين بآليات دفع رباعي وشاحنات صغيرة من نوع بيك أب، وهم يمنعون الدخول والخروج من القرية، ثم قاموا باقتحام عدد من المنازل واقتادوا رجالاً وشباناً”، من دون أن يحدد عددهم.
وأشار الرجل إلى أن عناصر التنظيم “أبلغوا النساء اللواتي استغثن وطلبن منهم عدم المساس بأبنائهن ورجالهن، أنهم سيحققون معهم للاقتصاص ممن قام بحرق راية الخلافة، قبل أن ينقلوهم ويتجهوا إلى طريق الحويجة”.
من جهته، أفاد أحد سكان قرية غريب أن “عناصر التنظيم طوقوا قريتنا واقتادوا منا قرابة 90 شاباً ورجلاً، وأكدوا لنا أنهم يبحثون عن 15 شخصاً قاموا بإحراق الرايتين”.
يذكر أنه سبق للتنظيم أن نفذ اعتقالات جماعية في المناطق التي يسيطر عليها في العراق أو في سوريا المجاورة. وقام التنظيم مطلع سبتمبر باعتقال 50 شخصاً من قرية تل علي في محافظة كركوك بتهمة حرق أحد مراكزه وراية تابعة له، وكذا 20 شخصاً في الأسبوع التالي بتهمة تشكيل مجموعة مناهضة له. وقام التنظيم المتطرف في أوقات لاحقة بالإفراج عن غالبية الذين اعتقلهم في هذين الحادثين.
إلا أن داعش نفذ إعدامات ميدانية وقتلاً جماعياً بحق الآلاف ممن يخالفونه الرأي أو المنتسبين إلى القوات الأمنية في العراق وسوريا. وذبح كثيرين من هؤلاء في عمليات مصورة نشرت على مواقع التواصل.