اعترف أخيرا تنظيم داعش وبعد مضي شهرين بمقتل المسلح البريطاني في صفوف التنظيم، والذي عرف بـ”الجهادي جون” أو “السفاح جون”، وذلك بضربة جوية لطائرة من دون طيار في نوفمبر بمدينة الرقة السورية.
ونشر التنظيم في عدد مجلته الأخير “دابق” نعياً لمقتل محمد إموزاي، وبعضا من من سيرته الشخصية، فهو كويتي يحمل الجنسية البريطانية انتقل في سن مبكرة إلى بريطانيا، وأمه من أصول يمنية.
وكما ذكر التنظيم في بيانه بدأ جون الجهادي تطرفه مع بداية صعود تنظيم داعش بالعراق بقيادة الزرقاوي حينها، وتزامن ذلك مع تفجيرات لندن 2005 (سلسلة عمليات انتحارية متزامنة حدثت في لندن مستهدفة المواطنين أثناء ساعة الذروة، ثلاثة منها حدثت في قطارات لندن والرابع استهدف حافلة للركاب).
ومنذ 2005 قدم مبايعته لتنظيم داعش وارتبط كذلك بتنظيم القاعدة من خلال علاقته الشخصية بالقياديين من حركة الشباب الصومالية “فرع القاعدة” في الصومال يحملان الجنسية البريطانية، وهما “بلال البرجاوي ومحمد صقر” وقد قتلا في عمليات مختلفة لطائرات الدرون بدون طيار في الصومال عام 2012، وبحسب التنظيم لم تتمكن أجهزة الاستخبارات البريطانية من الكشف عنهما.
وقال تنظيم داعش إن السلطات البريطانية قد أوقفت محمد المهاجر في المطار أثناء محاولته الانضمام إلى التنظيم في سوريا والتحقيق معه من قبل المخابرات البريطانية، وبحسب التنظيم ادعى جون الجنون خلال جلسات الاستجواب من قبل جهاز الاستخبارات البريطاني باعتبار أن الحرب خدعة، على حد وصف التنظيم.
وفي2012 أعلنت حركة الشباب في الصومال مقتل من وصفته بأحد قياديي تنظيم القاعدة في البلاد. وقالت الحركة حينها إن القتيل هو بلال البرجاوي لبناني الأصل وبريطاني الجنسية شارك بالقتال إلى جانب صفوف الحركة منذ فترة طويلة. وأضافت الحركة في بيانها أنه لقي حتفه في قصف شنته طائرة أميركية بدون طيار باستهداف سيارته خارج العاصمة مقديشو.
داعش وحركة الشباب الصومالية
وبذلك يقر تنظيم “داعش” ارتباط “إموزاي” أو “الجهادي جون” بشبكة في بريطانيا متورطة بتجهيز وتمويل ومعدات إلى الصومال لأغراض ذات صلة بالإرهاب وتسهيل سفر أفراد من المملكة المتحدة إلى الصومال للقيام بنشاطات ذات صلة بالإرهاب.
وبحسب تقارير إعلامية ولد محمد إموازي في الكويت عام1988 وقدم إلى المملكة المتحدة في عام 1994 وهو في سن السادسة، ويعتقد أنه تلقى تعليمه في أكاديمية “كوينتين كيناستون كوميونيتي”، في سانت جونز وود، شمال العاصمة البريطانية لندن، ثم تخرج لاحقا في جامعة وستمنستر مختصا بعلم الحاسبات حوالي عام 2009.
أثار إموازي انتباه الأجهزة الأمنية في 2009 – 2010، عندما بدأ جهاز الاستخبارات البريطاني (إمي آي 5) ووكالات استخبارية أخرى مراقبة المتطرفين الذين يشتبه في أن لهم علاقة بمسلحين أجانب انخرطوا في صفوف حركة الشباب في الصومال، وظهر اسمه في وثائق محاكمات شخصين عادا إلى المملكة المتحدة بعد تورط مزعوم في أنشطة متطرفة في القرن الإفريقي.
لم يكن إموازي نفسه متهما في أي جريمة تتعلق بالإرهاب في المملكة المتحدة، لكنه اعتقل في الخارج بعد السفر عام 2009 إلى تنزانيا، بعد تخرجه في الجامعة. وتنقل باسم محمد بن معظم، وسافر مع بريطاني آخر يعرف باسم “أبو طالب” ورجل ثالث ألماني تحول إلى الإسلام يدعى “عمر”.
وفي سبتمبر 2009، عاد إموازي إلى الكويت للإقامة مع عائلة والده، وللبحث عن حياة جديدة في الشرق الأوسط، كما أشار أشخاص التقوه في هذه الفترة.
وقد حصل إموازي على عمل جيد في مجال الكمبيوتر وكان يخطط للزواج والاستقرار هناك، بحسب عاصم قريشي من منظمة “كيج”.
عاد خلال هذه الفترة مرتين إلى بريطانيا، لكنه زعم في النهاية أنه منع من العودة إلى الكويت في عام 2010 عندما احتجز واستجوب لمدة ست ساعات في مطار هيثرو.
ونشر التنظيم صورا لجون في المجلة التي يصدرها باللغة الإنجليزية، وكان قد اشتهر بظهوره في فيديوهات إعدام لصحافيين وغربيين، حيث كان يوجه رسائل باللغة الإنجليزية التي كان يتقنها.
وفي أغسطس 2014، ظهر في مقطع الفيديو الذي يظهر قتل الصحافي الأميركي جيمس فولي، كما ظهر خلال الأشهر اللاحقة في مقاطع فيديو مماثلة تظهر قتل ستيف سوتلوف، وديفيد هينز وألان هينينغ. ولم يكن واضحا في جميع هذه الفيديوهات إن كان الرجل الملثم أم شخص آخر يقف خلف الكاميرا هو الذي يقتل الضحايا.
وفي نوفمبر 2014، ظهرت ملامح الشخص المسلح نفسها في مقطع فيديو لقتل رهينة آخر، ويظهر هذه المرة يقتل ضابطا في جيش النظام السوري. كما يظهر أيضا وهو يقف على رأس مقطوعة لعامل الإغاثة الأميركي بيتر عبد الرحمن كاسيغ.
وظهر بعد شهرين في فيديو آخر يقتل فيه الرهينة الياباني كينجي غوتو.