روى دبلوماسي أميركي سابق في ليبيا تفاصيل الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي العام الماضي، وأسفر عن مقتل السفير الأميريكي. وشدد في كلامه أمام أعضاء في الكونغرس على أنه كان من الممكن بذل جهد أكبر لمنع الهجوم.
وأبدى الدبلوماسي جريجوري هيكس، الذي كان ثاني أكبر مسؤول في السفارة الأميركية في ليبيا في ذلك الوقت، إحباطه خلال جلسة عقدها الكونغرس، أمس الأربعاء، وقال إنه لم يتم إرسال طائرة عسكرية أميركية أو قوات خاصة لتقديم المساعدة في بنغازي. وقال هيكس إنه لو كان قد تم إرسال طائرة عسكرية أميركية، عندما بدأ الهجوم على المنشآت الدبلوماسية لربما ردع ذلك المهاجمين.
نقص في الدعم وامتناع عن إرسال المساعدة
وأشار هيكس إلى أن أربعة من أفراد العمليات الخاصة في العاصمة الليبية طرابلس، كانوا يريدون التوجه لبنغازي، لكن طلب منهم ألا يفعلوا ذلك و”كانوا غاضبين أشد الغضب”.
وسُئل عن ردِّه عندما علم أنه لن يتم إرسال موارد إضافية إلى بنغازي للمساعدة فأجاب قائلاً: “كان ردّي هو: حسناً.. سوف نتصرف نحن. علينا أن نحاول التصرف مع الموقف بالموارد المتاحة”.
يُذكر أن هيكس أول مسؤول أميركي يدلي بشهادته في الواقعة من بين المسؤولين الذين كانوا في ليبيا وقت الهجوم. وروى خلال جلسة الكونغرس تفاصيل سلسلة من الاتصالات الهاتفية المكثفة مع واشنطن وبين طرابلس وبنغازي ليلة الهجوم في 11 سبتمبر/أيلول 2012. وخلال الجلسة تحدث هيكس أمام لجنة الإشراف التابعة لمجلس النواب. وامتزجت كلماته بالمشاعر واغرورقت عيناه بالدموع وتحشرج صوته، وحاول أن يستجمع قواه باحتساء رشفات من الماء، بينما كان يسرد تفاصيل تلك الليلة لحظة بلحظة.
تبادل الاتهامات بين الديمقراطيين والجمهوريين
واتهم الديمقراطيون الجمهوريين خلال الجلسة بتسييس الهجمات وتوجيه اتهامات كاذبة لأعضاء إدارة أوباما. وقال إليجا كامينجز، وهو أرفع عضو ديمقراطي في اللجنة: “ما رأيناه على مدى الأسبوعين الماضيين هو حملة إعلامية شاملة لا تهدف إلى تحري حقيقة ما حدث بطريقة مسؤولة ومحايدة بل توجيه.. اتهامات بلا سند لتشويه صورة المسؤولين”، ومنحت شهادة هيكس وكذلك اثنين من المسؤولين الآخرين أعضاء الحزب الجمهوري مزيداً من الدوافع لمهاجمة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بسبب الثغرات الأمنية في بنغازي وتضارب التصريحات حول ما حدث هناك.
لكن البعض أشار على سبيل المثال إلى أن تأكيد هيكس على أنه كان من الممكن إرسال طائرة عسكرية من إيطاليا لتقديم المساعدة، يتناقض مع شهادة قادة عسكريين أميركيين منهم الجنرال مارتن دمبسي قائد الأركان المشتركة.