كشف مصدر دبلوماسي فرنسي، طلب عدم ذكر اسمه لـ”العربية.نت” عن ما يدور خلف الكواليس في الأزمة السورية. تحدث المصدر عن لقاء غير عادي مع الإيرانيين في طهران نفسها حول سوريا. وقال: “طلبوا أن يحضروا جنيف 2، لكن اتفقنا مع الإيرانيين على ألا نتفق”، وفشل الاجتماع.
أيضا كشف المصدر الدبلوماسي الفرنسي أن المفاوضات مع وزير الخارجية لافروف بلغت مرحلة الحديث عن مصير الرئيس السوري بشار الأسد والبلد الذي سيلجأ إليه، لكن جاءته مكالمة هاتفية فجأة، ثم غير رأيه.
وقال إنهم الآن قلقون من تساهل وزير الخارجية جون كيري مع المطالب الروسية حيال الأسد، حيث إن الفرنسيين والبريطانيين يريدون نقل صلاحيات الأمن والجيش والبنك المركزي لكن الوزير كيري يخضع لضغوط روسية ضد طرحنا.
تحدث الدبلوماسي الفرنسي عن لقاء طهران. قال إن الإيرانيين استقبلوا بحفاوة كبيرة في طهران وفداً فرنسياً رفيع المستوى، وكان ما يجري في سوريا أحد أبرز محاور المحادثات. في البداية قلل الإيرانيون من أهمية مشاركة حزب الله في القتال الدائر في سوريا وقالوا إنه ينحصر في الدفاع عن أهالي القصير من الشيعة وعن مقام السيدة زينب، واتهموا جبهة النصرة بإثارة نزاعات مذهبية .
وقال إن طهران أصرت خلال المحادثات على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 : “اتفقنا مع الإيرانيين على ألا نتفق حول هذا الموضوع خصوصاً عندما قالوا إن بإمكان الأسد الترشح للرئاسة العام المقبل فقلنا لهم إنه سيكون مرشحاً ارتكب جرائم”.
حلفاؤنا السعودية والإمارات وألمانيا وبريطانيا
عن موقف الولايات المتحدة من رفض فرنسا مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 كان لافتاً أن يشير إلى أن الأميركيين ربما يفكرون في صيغة وسطية تسمح لإيران بحضور المؤتمر “ولكن ليس جنباً إلى جنب مع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، الفكرة قد تكون دعوة الإيرانيين إلى اجتماع يسبق المؤتمر وتشارك فيه السعودية وقطر وتركيا ومصر”.
وعن رفض فرنسا القاطع لأي دور للأسد حتى لو تنازل الأميركيون، يعرب الفرنسيون عن مرارة كبيرة، كما أوضح المصدر.
وأضاف: “موضوع بشار الأسد دقيق، الأميركيون يطرحون بعض الصيغ حول الأسد قد لا تناسبنا، نحن أيضاً نريد إنجاح جنيف 2 ولكن ليس بأي ثمن، ليسوا هم وحدهم من يقررون، فرنسا عندها الوسائل ليكون لها صوت مختلف على الساحة الدولية، صحيح أننا لا نملك ما لدى الأميركيين من قدرات عسكرية هائلة، لكن نحن نمثل ثقلاً بتحالفنا مع ألمانيا وبريطانيا وبمقعدنا الدائم في مجلس الأمن وبصداقتنا المهمة مع دول عربية خصوصاً الإمارات والسعودية ونحن ننسق معهما جيداً في اسطنبول التي تستضيف حركة دبلوماسية مهمة بشأن سوريا .أما قطر فغامضة”.
استغرب المصدر الدبلوماسي الفرنسي كثيراً انقلاب الروس على ما تم الاتفاق عليه في جنيف 1: “يومها وصلنا مع الروس إلى حد مناقشة رحيل بشار الأسد، وحتى البلد الذي سيلجأ إليه، وفجأة تلقى وزير الخارجية الروسي لافروف اتصالاً هاتفياً فغير رأيه وهو ما فاجأنا”.
قلقون من تساهل كيري
عن الجديد الذي سيناقشه جنيف 2 بالمقارنة مع جنيف 1 قال: “أضفنا بنداً يتعلق بشمول نقل الصلاحيات التنفيذية كلا من الجيش والأجهزة الأمنية والمال، لتجريد الأسد من أي سلطة قرار”. وأوضح أن الروس غير موافقين على ذلك ويخشى الفرنسيون من تساهل وزير الخارجية الأميركي جون كيري معهم في هذا المجال.
عن تركيبة أعضاء وفد المعارضة السورية إلى المؤتمر الدولي قال المصدر: “اتفقنا مع الأميركيين والبريطانيين على أن يكون الائتلاف الوطني مظلة لوفد المعارضة حتى لو كان من بين أعضاء الوفد من لا ينتمي إلى الائتلاف، أما حضور هيثم مناع (المحسوب على نظام الأسد) مثلا فليس مقبولا من الائتلاف”.
وعن التحضيرات لعقد المؤتمر تحدث عن صعوبات: “الأمور تتطور ببطء ولا يمكن بعد تحديد تاريخ لانعقاده وهذه مهمة صعبة في ضوء ما يحصل على الأرض”.
الوضع في لبنان
ورداً على سؤال لـ”العربية.نت” قال المصدر الدبلوماسي الفرنسي إن “الخطر الحقيقي هو زوال الحدود النفسية والجغرافية بين ما يجري في سوريا وما هو حاصل في لبنان، سقطت المحرمات، نحن قلقون كاللبنانيين من وضع اللاجئين السوريين ومن الخلل في التوازنات والفراغ الذي يلوح في الأفق في المراكز الحساسة خصوصا في الجيش والشرطة والقضاء، من هنا نقول إن المهم بالنسبة لنا تشكيل الحكومة بسرعة. الوضع صعب جداً، السياحة اللبنانية تأثرت بالوضع وكذلك الاستثمارات”.