دعا مجلس أعيان في مدينة غرداية جنوب الجزائر إلى إضراب عن العمل، على خلفية أحداث المواجهات الطائفية بين السكان العرب والسكان الأمازيغ في منطقة غرداية جنوب الجزائر.
وطالب مجلس الأعيان وقوى المجتمع المدني بالقرارة بغرداية بالدخول في مقاطعة شاملة يومي الثلاثاء والأربعاء، وعدم الالتحاق بمناصب العمل بالنسبة للعمال والموظفين، وكذا عدم الالتحاق بمقاعد الدراسة بالنسبة للتلاميذ والمدارس.
ودعا المجلس العرفي إلى “تنظيم وقفات احتجاجية سلمية وحضارية لمطالبة السلطات بالتدخل لوقف المواجهات العنيفة وإعادة الأمن والاستقرار في المدينة”. ونفذ السكان اعتصاماً سلمياً على الطرق الرئيسية للمدينة.
كما شيعت الثلاثاء جنازة القتيل قبايلي بلحاج، الذي ذهب ضحية أحداث الشغب، ولفظ أنفاسه الأخيرة عند نقله إلى مستشفى غرداية، بعد أن تلقى طعنة بالسلاح الأبيض بالقرب من مسكنه، خلال تعرضه لهجوم من أشخاص مجهولين صبيحة السبت الماضي.
وأعلن وزير الداخلية الجزائري، الطيب بلعيز، الاثنين، مقتل شخص وإصابة 10 أشخاص، بينهم ثلاثة من رجال الشرطة خلال مواجهات اندلعت منذ نهاية الشهر الماضي، أغلقت إثرها جميع المحال التجارية والمؤسسات التعليمية والإدارات أبوابها بالأحياء.
واستمر إضراب تجار بلدية غرداية لليوم الثاني إثر عودة الأحداث، فيما تقرر تأجيل الامتحانات في جامعة غرداية، بسبب الانفلات الذي يعرفه حرم الجامعة والمدينة الجامعية ومرافقها.
وقررت السلطات نقل 17 من عناصر الشرطة من المدينة، على خلفية مطالبات من السكان الأمازيغ بإبعاد عناصر شرطة ينتمون إلى السكان العرب.
وحاول مجهولون تخريب حائط مقبرة الشيخ بابا السعد، للتسلل إلى وسط حي بابا السعد الغربي بقصر غرداية. يأتي هذا بعد التخريب الذي جرى في مقبرة الشيخ بابا صالح، ومقبرة الشيخ عمي سعيد بقصر غرداية، وبعد محاولتهم فعل ذلك مع مقبرة الشيخ سيدي عيسى بمليكة العليا.
ونشرت السلطات الجزائرية تعزيزات أمنية ووحدات من الجيش على خطوط نقاط التماس، بين الأحياء التي يقطنها السكان الأمازيغ والأحياء التي يقطنها السكان العرب، لاستعادة الهدوء في المدينة.
واتهمت الحكومة أطرافاً سياسية في الداخل تعمل على تصعيد الوضع، وقال بلعيز: “هناك أيادٍ غير أجنبية داخل البلاد ربما تدفع بالوضع إلى التعفن”، لكنه لم يسم هذه الأطراف. وأضاف: “ليس هناك أدلة قاطعة تبرهن على وجود أيادٍ أجنبية متورطة في أحداث العنف في غرداية”.
ودعا وزير الداخلية العقلاء في غرداية إلى “تغليب التعقل والحكمة لتجنب وقوع مثل هذه الأحداث التي لم تقلق سكان غرداية وحدهم بل أقلقت الجميع بالنظر لخصوصيات المنطقة”.
وطلبت المجموعة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية، أكبر أحزاب المعارضة، تشكيل لجنة تحقيق برلمانية حول الأحداث التي تعرفها ولاية غرداية.