تقدمت دمشق يوم الخميس باحتجاج رسمي إلى الأمم المتحدة على الغارة الإسرائيلية التي استهدف مركزاً عسكرياً للبحوث العلمية، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية التي أكدت على حق سوريا في “الدفاع عن نفسها وأرضها وسيادتها”.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” إن “وزارة الخارجية والمغتربين استدعت قائد قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان السوري المحتل اللواء إقبال سنغا، وأبلغته احتجاجها الرسمي على الانتهاك الإسرائيلي لاتفاق فصل القوات لعام 1974 والالتزامات التي يرتبها ذلك الاتفاق”.
واعتبرت الخارجية السورية في رسالة بعثت بها الى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، بحسب ما أوردت “سانا”، أن “فشل مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في ردع هذه الاعتداءات الإسرائيلية الخطيرة سيكون له مخاطره الجمة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعلى الأمن والسلم الدوليين”.
هذا وأكد الدكتور مصطفى العاني، مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز الخليج للبحث، بأن الهدف الذي تمت مهاجمته من قبل الطائرات الإسرائيلية داخل سوريا يوم الأربعاء، هو ما يسمى بمجمع البحوث والتطوير التابع لوزارة الدفاع السورية، والذي يقع في ريف دمشق، وهو مجمع وليس بناية واحدة، فهو عدة بنايات يتم فيها تطوير الأسلحة، وتطوير المواد الكيماوية.
وأضاف العاني في تصريح لقناة “العربية” أن، “المجمع ليس مكانا للخزن ولم توضع فيه الأسلحة”، مؤكداً أن ما تم مهاجمته هو موقعين، “موقع البحوث العلمية وموقع تطوير الآليات”.
وأضاف العاني أنه لو كان هذا الموقع يحتوي على قنابل كيماوية، “كنا سنشاهد ما يسمى بالانفجار الثانوي، بعد الانفجار الأول، ثم تبدأ مخازن الأسلحة في الانفجار بشكل تتابعي. والشيء الثاني هو أننا كنا سنشاهد حريقا كبيرا، إذا كانت هناك مواد كيماوية. وعلى ما يبدو أن المجمع كانت به مواد كيماوية ولكن ليس في شكل سلاح”.
وأكد العاني أن هذا المركز كان هدفاً للإسرائيليين لفترة طويلة لأنه يتواجد فيه عدد كبير من العلماء الإيرانيين الذين ساعدوا الحكومة السورية في تطوير الصواريخ وتطوير السلاح الكيماوي”.
وأوضح أن الطائرات الإسرائيلية دخلت من شمال جبل الشيخ، وهو أقرب نقطة الى دمشق، “فالطائرات دخلت فقط لمسافة 30 أو 40 كيلومتراً في الأجواء السورية، ثم عادت للخروج الى الأجواء اللبنانية ثم الأجواء الإسرائيلية. فالطائرات الإسرائيلية اخترقت الأجواء اللبنانية أيضاً من شمال جبل الشيخ”.
وأضاف العاني أن هذه المنطقة هي أكثر منطقة في سوريا بها كثافة رادارية، لأنها خارج المنطقة المحرمة التي تعرف بمنطقة الأمم المتحدة، مؤكداً أن “الطائرات الإسرائيلية لا تستطيع أن تخترق منطقة الجولان التي تخضع للأمم المتحدة، لكن الطائرات الإسرائيلية كانت تطير تحت مستوى الرادار”، ومضيفاً: “أعتقد أن هناك عجزا كبيرا في قدرة سوريا على التعامل مع سلاح الجو الإسرائيلي، وقد نشاهد عملية تكرار لمثل هذه الغارات”.
يارب جيب العواقب سليمة يارب استرها على الشعب السوري وعلى خالتي وعائلتها آمين يارب