فرانس برس- اعتبرت دمشق، الاثنين، أن أي شرط مسبق لمؤتمر جنيف-2 سيؤدي إلى “فشل” المؤتمر المخصص للسعي الى حل الأزمة والمقرر عقده الأسبوع المقبل، وذلك في تصريحات لمصدر في وزارة الخارجية السورية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وكان المصدر يعلّق على مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد أمس في باريس على مستوى وزراء الخارجية، وأكد – بحسب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا – رفض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا.
وقال المصدر: “مَنْ يحاول وضع أي شرط مسبق أو تصوّر أو حلم أو وهم قبل مؤتمر جنيف-2 والتعامل معه على أنه أمر واقع، فإنه يحكم على المؤتمر بالفشل قبل بدئه”.
وأضاف أن دمشق وافقت على المشاركة في المؤتمر “دون شروط مسبقة لأنها أعلنت مراراً أن الحوار بين السوريين هو الحل”.
وقال المصدر السوري، بحسب سانا: “لا تستغرب الجمهورية العربية السورية ما جرى في باريس من اجتماع لأعداء الشعب السوري وما تمخض عنه من تصريحات أقرب الى الأوهام من الحقيقة”.
واعتبر أن هذه التصريحات “لا تصدر إلا عن أشخاص منفصلين عن الواقع وبعيدين كل البعد عن أي منطق سياسي مقبول”.
وتابع أن دمشق “لا تعير بالاً لكل من يتحدث نيابة عن الشعب السوري في الخارج سواء عرب أو غربيين”، مؤكداً أن “الشعب السوري هو المخول الوحيد بتقرير ما يريد واختيار قيادته وشكل دولته، وفي ما عدا ذلك لا يعدو كونه كلاماً فارغاً لم يعد السوريون يضيعون وقتاً في سماعه”.
وأعلن الجربا إثر اجتماع باريس، الاثنين، أن دول مجموعة أصدقاء سوريا متفقة على “ان لا مستقبل للأسد ولا لعائلته”.
وحضت الدول الإحدى عشرة المعارضة السورية على المشاركة في المؤتمر الذي تنطلق أعماله في مدينة مونترو السويسرية في 22 يناير، وتستكمل بعد يومين في جنيف.
وتشدد المعارضة المنقسمة حول المؤتمر على رفض أي دور للرئيس السوري وأركان نظامه في المرحلة الانتقالية، فيما ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الأسد الذي تنتهي ولايته في منتصف عام 2014، معتبرة أن القرار في ذلك يعود إلى “الشعب السوري” من خلال صناديق الاقتراع.
ويسعى المؤتمر الذي وجّهت دعوات الى 26 دولة للمشاركة فيه الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011 الذي أودى بحياة أكثر من 130 ألف شخص.
واعتبر المصدر السوري أن “أي تصريح أو موقف أو إعلان قبل مؤتمر جنيف، ما هو إلا كلام لا قيمة له ومحاولات يائسة من البعض تزين هزائمهم على الأرض تحت سقف” المؤتمر.