(CNN)– أدانت الحكومة السورية قرار وزراء الخارجية العرب بمنح مقعد سوريا في جامعة الدول العربية إلى الائتلاف الوطني المعارض، الذي اتهمته بأنه “دأب على استدعاء التدخل العسكري بأي ثمن، ولو على حساب دم الأبرياء” من الشعب السوري، ووصفت القرار بأنه يمثل “خرقاً” لميثاق الجامعة العربية.
وذكرت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” الخميس، أن الجامعة العربية “اختارت منذ تدخلها في مسار الأزمة في سوريا، أن تكون طرفاً منحازاً لصالح جهات عربية وإقليمية ودولية، تستحضر التدخل العسكري الخارجي في الأزمة، وتعرقل أي حل سياسي يقوم على الحوار الوطني.”
كما اتهمت الخارجية السورية تلك “الجهات” بأنها “تشجع وتمول أطرافاً في المعارضة، ومجموعات إرهابية متطرفة، تعمل على تأجيج الأزمة، من خلال عمليات قتل الأبرياء، وتخريب البنى التحتية، واستهداف الجيش العربي السوري، وقوى الأمن، وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد.”
كما اعتبر البيان أن الجامعة العربية “باتت رهينة الموقف السياسي المنحاز لدول خليجية بعينها (قطر والسعودية)، وبالتالي لا يمكن أن تكون طرفاً يسهم في الوصول إلى حل سياسي حقيقي للأزمة في سوريا، يقوم على إرادة الغالبية العظمى من أبنائها.”
وشددت وزارة الخارجية السورية على “موقفها الثابت والرافض لأن يكون للجامعة، في ظل سياساتها المنحازة والسلبية، أي دور أو تمثيل في أي خطة أو جهود دولية تسعى إلى حل سلمي للأزمة في سوريا.”
وذكرت أن القرار، الذي صدر الأربعاء عن مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، “يرسخ من جديد الدور القطري، الذي يطلق اليوم رصاصة الرحمة على شيء اسمه الجامعة العربية.”
وأضافت أن القرار يؤشر أيضاً على أن “مشيخات المال والنفط والغاز، باتوا أدوات التحكم بالعمل العربي المشترك، وبالأمن القومي العربي، في سبيل حرف البوصلة عن العدو الحقيقي الذي يحتل الأرض، وتوجيهها نحو صراع مصطنع وهدام، يستهدف وحدة الصف العربي والإسلامي.”
وتابع البيان أن “استهداف سوريا من تحت مظلة قرارات جامعة الدول العربية، يؤكد أن الأطراف العربية التي تتزعم هذا الجهد التخريبي، وفي طليعتها قطر والسعودية، تسعى من خلال القرار.. إلى حجب حقيقة ما تشهده سوريا من إرهاب منظم، وتحريض خارجي، يسعى إلى عرقلة حل الأزمة سلمياً.”
وأشارت الخارجية السورية إلى أن القرار تضمن أيضاً “تقديم دعم عسكري للمجموعات الإرهابية، التي تسعى إلى سفك الدم السوري، وتدمير البنى التحتية، وهو ما يشكل أركان وعناصر جريمة العدوان، التي نصت عليها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة”، بحسب ما جاء في البيان.