قالت مجلة ديرشبيغل الألمانية في تقرير للكاتبة سوزانا كويلبل إنّ قتال السوريين من أجل الحرية في حرب كلفت حتى الآن أكثر من 70 ألف قتيل وأكثر من مليون نازح يواجهون مستقبلاً مجهولاً، لا يمثل أكثر من نصف الحقيقة. وذكرت الكاتبة أنّه بالترافق مع ذلك فإنّ القوى العالمية أيضاً تقاتل حول النفوذ في الشرق الأوسط هناك. فالغرب وحلفاؤه وجهاً لوجه اليوم مع الحلفاء القدماء للنظام السوري.
هذا ولا يكشف أيّ طرف علناً تدخله في الصراع ولا يرسل أيّ طرف الجنود إلى دمشق، ومع ذلك فإنّ للولايات المتحدة وأوروبا وتركيا والسعودية وقطر مصالح في سوريا. فما الذي يريده شركاء الغرب؟ هم يريدون تقليص نفوذ حلفاء سوريا، من إيران إلى حزب الله من أجل أمنهم الخاص، لكن وقبل ذلك هم يسعون إلى حماية إسرائيل. فتركيا والسعودية مهتمتان بتعزيز النفوذ الإقليمي للسنة، الذين يشكلون كذلك غالبية فيهما. وما أنجزته فرنسا مع حملة الناتو العسكرية ضد ليبيا، من إسقاط للعقيد الراحل معمر القذافي، في طريقه للتحقق هذه المرة عبر الدعم المالي من أجل الأسلحة، والتوجيهات فحسب.

اسد
وتتابع الكاتبة أنّ الأدوار موزعة بوضوح؛ فالولايات المتحدة تقول إنّ الأمر منوط بالدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان. ويتفاوض الدبلوماسيون الأميركيون في الخارج مع قادة المعارضة، بينما يزود آخرون المعارضة السورية بالمصادر. فالقطريون يقدمون المال، والإستخبارات السعودية تنظم التمرد المسلح ضد النظام السوري فوق الأراضي السورية.
وتضيف أنّ السعوديين قدموا المشورة العسكرية، وكذلك المبالغ الكبيرة من أجل الأسلحة. وعندما يجري الأمر كذلك فإنّ الدول الخليجية لا تكشف عن تفضيلها للمبتدئين في القتال وشركائهم، بل تفضل الجهاديين الخبراء، المهيئين أيديولوجياً، والمعروفين بوحشيتهم، كحال كتائب اليرموك التي أعدمت جنوداً عزلاً، واحتجزت عناصر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وهو دعم يبدو غير مفهوم.
من جانبها فإنّ تركيا أيضاً تؤمن الماذ الآمن للأسلحة والمقاتلين، وترحب بشكل روتيني بالمقاتلين في مستشفياتها الميدانية من أجل الطبابة، بصرف النظر عمّا إذا كانوا ينتمون إلى “الجيش السوري الحر” أو إلى منظمات السلفية، كـ”جبهة النصرة”، و”كتيبة عبد الله عزام”. فالثورة من أجل الحرية تسير جنباً لجنب مع حلفائها من تنظيم القاعدة.
ويشير التقرير إلى أنّه ورسمياً استبعدت الولايات المتحدة “جبهة النصرة” من الجماعات التي تعترف بها كممثلين محتملين للحكومة في مرحلة ما بعد الأسد، وما زال تأثير الإسلاميين محدوداً. لكنّ الامر ليس محصوراً فقط بالعنف المتصاعد يوماً بعد يوم، فالطائفية والإسلاموية تنموان بشكل كبير أيضاً.
ومن جهة أخرى تتابع الكاتبة أنّ الحرب في سوريا مستمرة أيضاً لأنّ إيران لا يمكن لها أن تسمح بنشوء حكومة سورية تسيطر عليها الرياض وواشنطن. كما أنّ روسيا ليست في وارد التخلي عن نفوذها في المنطقة من دون قتال. وكلّ هذا يترجم تدمير سوريا، وطن الـ21 مليون نسمة، ذات التراث الثقافي الفريد. سوريا التي قد تسقط قريباً في الفوضى وتنقسم إلى مناطق حرب وجيوب إسلاموية.
وتختم الكاتبة بالقول إنّ أمام سوريا وقت طويل حتى تصل الأعمال الوحشية فيها إلى ذروتها. وهذا الأمر ليس منوطاً فقط بالأسد، بل أيضاً بالجماعات المتمردة المتباينة، والتي من بينها عدد ليس بالصغير اتجه إلى التطرف أو سيطرت الجماعات المتطرفة عليه. أما الغرب فيتعاطف حتى اليوم مع هؤلاء دون أن يوجه لهم أيّ انتقاد.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫4 تعليقات

  1. في سبيل تمرير مشروعاته المشبوهة برميل قطر لا يتوانى في قتل مليون سورى وجزائرى ومصرى وعربى المهم عنده ان تمر مشاريعه فلا يفرح كثيرا العرب بثوراتهم المزعومة ………….الجزائر

  2. اخ لو كل المتاجرين بالدم السوري ينقتلوا وتنتهي المؤامرة هالمقال رائع بس مين بيستوعب

  3. حتى الالمان قرفوا من دفاع حكوماتهون المتعاقبة على حماية اسرائيل هم يعرفوا بكل تأكيد انه ليس هناك من يحمي حدود اسرائيل مثل الاسد و طائفته هناك عدو مشترك لليهود و ايران لموسكو و واشنطن و شبيغل و هو راية لا الله …….

  4. اصبحو يعرفون الغرب مدى خطورة الاحداث في سوريا واستبعدو ان بشار ان يكون هو سبب الوحيد ما يجري …. المؤامرة اصبحت واضحا عند الكثيرون الا الاغبياء فهم يعارضون ولا يدركون ان بمعارضتهم انهم يزيدو بدماء الشعب السوري واعتقد هؤلاء ليسو بسوريين وطنيين لانهم لا يهمهم بلدهم ان حتى اصبحت رماد … لا يعرفون سوا كلمة بدنا رحيلك يا بشاررر ….. غباء لا يوصف

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *