قرر الهاشمي الحامدي، زعيم العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية وصاحب قناة المستقلة في لندن، الاستقالة من رئاسة الحزب والانسحاب نهائياً من الحياة السياسية.
وقال عصام البرقوقي، عضو المكتب التنفيذي لحزب العريضة الشعبية، إن الهيئة التأسيسية للحزب اجتمعت أمس بطلب من الهاشمي الحامدي وقررت حل حزب العريضة الشعبية نهائياً؛ احتجاجاً على المظلمة التي تستهدف العريضة بحسب تعبيره، مؤكداً في ذات السياق قرار الهيئة بمقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة.
ضد “الحقرة” والإقصاء السياسي
وبرّر الحامدي قراره في رسالة الى اجتماع الهيئة التأسيسية للحزب المنعقد مساء أمس السبت في تونس حصلت “العربية” على نسخة منها بالقول: ”إن اسباباً عديدة جعلته ينسحب من ساحة العمل السياسي في تونس. وعلى رأس هذه الأسباب حرمانه من حق الترشح للانتخابات الرئاسية رغم تأييد مئات الآلاف من التونسيين لترشحه، واعتبار التونسيين مزدوجي الجنسية مواطنين من الدرجة الثانية، والتجاوز الظالم وغير المبرر الذي قامت به الهيئة المشتركة للصياغة والتنسيق (الدستور الجديد) عندما أسقطت من الدستور البند الذي يمنع السياحة الحزبية وإهدار حقوق الناخبين، والحقرة والإقصاء السياسي والإعلامي الذي يتعرض له تيار العريضة الشعبية من طرف حكومة الترويكا ومن طرف إدارة التلفزة الوطنية بوجه خاص”.
وكان الحامدي قد بعث برسالة الى رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي الاسبوع الماضي يحتج فيها على إقصاء حزبه من جلسات الحوار الوطني الذي ترعاه رئاسة الجمهورية وطالب في ذات السياق بضرورة جلوس جميع مكونات المشهد السياسي على مائدة الحوار والحديث بكل صراحة عما تعيشه البلاد من تجاذبات سياسية.
استقالة قابلة للاستئناف
وأكدت الهيئة التأسيسية في بيانها الذي أصدرته في ساعة متأخرة من مساء الامس أكدت ”أن زعيم الحزب وقياداته جاهزون لاستئناف نشاطهم السياسي في أي لحظة إذا ما تم رفع القيود التي تحول دون ترشح الدكتور محمد الهاشمي الحامدي في الانتخابات الرئاسية، وسنّ قانون واضح ورادع يمنع السياحة الحزبية ويحفظ أصوات الناخبين، وإلزام إدارة التلفزة الوطنية والهيئات الحكومية باحترام حزب العريضة الشعبية ورئيسه وقياداته وأنصاره معاملتهم على قدم المساواة مع بقية الأحزاب ومثل سائر المواطنين التونسيين”.
يُذكر أن قوائم العريض الشعبية قد أحدثت المفاجأة في انتخابات 23 أكتوبر/شرين الاول 2011 بحصولها على 19 مقعداً في المجلس الوطني التأسيسي، أي حوالي 8% من مجمل المقاعد.
وكان الهاشمي الحامدي أحد أعضاء حركة النهضة الإسلامية التونسية قبل أن يخرج منها بسبب خلافه مع زعيمها راشد الغنوشي ويتحول إلى سياسي مستقل ويؤسس قناة “المستقلة” في لندن، وقد أعلن في أكثر مرة عزمه على العودة الى تونس بعد سنوات من المنفى غير انه كان يعدل عن قراره في كل مرة بحجة انه مستهدف من طرف السلطة، بحسب تعبيره.
ويشير مراقبون الى أن ورود اسمه في التقرير الصادر عن الهيئة الوطنية لتقصي الحقائق المكون من 354 صفحة يوم الجمعة 10 نوفمبر، 2011 والذي احتوى على رسالة كتبها الحامدي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي هو السبب الحقيقي لعدم عودته خوفاً من الملاحقة القضائية.