نفى رئيس وزراء الأردن، عبد الله النسور، أن تكون المملكة قد طردت “لاجئين سوريين” ضمن سياسة جديدة مغايرة تنتهجها الحكومة، لافتاً إلى أن الأردن ما يزال يحتفظ بمنظومة الدفاع الصاروخية على أراضيه منذ عامين، فيما أكد أن علاقة الأردن بالسعودية لا فتور فيها، وأن هناك دول تحاول النفخ في هذا “البوق.”
كما أكد النسور، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة عمان الاثنين، أعقب حفل إشهار “وثيقة الأردن 2025″، أن المملكة تشهد موجات لجوء يمنية وليبية، رغم نفي مصادر حكومية في وقت سابق، تسجيل أي لاجئين من تلك البلدان، خاصة منذ انطلاق عملية “عاصفة الحزم” في اليمن.
وفي هذا الصدد قال رئيس الوزراء الأردني، خلال المؤتمر الصحفي: “لدينا الآن لجوء يمني ولجوء ليبي، هناك عشرات الآلاف بقوا هنا، بسبب ظروف بلادهم.”
وتحدث النسور، بحضور عدد من وزراء حكومته، عن الأعباء الاقتصادية والسياسية والأمنية التي رافقت ملف اللجوء السوري إلى المملكة، ودور بلاده في محاربة الإرهاب، وتدريب “العشائر السورية”، التي أعلن الأردن تبنيه لبرنامج تدريب، على غرار تركيا، الشهر الماضي.
وعن تقارير صحفية محلية وثقت لحالات طرد للاجئين سوريين، نفى النسور ذلك، مشككاً في حدوث حالات طرد للاجئين، وقال: “ليس هناك تغيير في سياسة الأردن تجاه اللاجئين، المقدر عددهم بمليون و400 ألف.. هؤلاء هم إخوتنا، وهذا خطأ تاريخي يتنافى مع ديننا، لا يدخل أي لاجئ سوري البلاد إلا بعلم الأمم المتحدة.”
وفي سياق محلي آخر، أكد النسور أن الاردن مستمر في تفعيل عقوبة الإعدام، التي جمدت لنحو 8 سنوات، رغم الانتقادات التي تلقتها من منظمات حقوقية، مؤكداً بالقول إن الملف ليس مغلقاً وإن الحكومة تقدر الظروف السياسية، وأضاف: “لن نوقف سياسة الإعدام.”
كما نفى النسور حدوث “فتور” أو توتر في العلاقات بين الأردن ودول الخليج، خاصة المملكة العربية السعودية، قائلاً إن هناك دول تحاول التأثير في تلك العلاقات.
وأردف بالقول: “لا يوجد فتور في العلاقة مع الخليج، لسنا بحاجة إطلاقاً لتردي العلاقة معها، خاصة السعودية، هم سند لنا ونحن سند لهم… نحن معهم في معركة الدفاع عن بلاد العرب.. هناك دول تحاول النفخ في هذا البوق، سنفوت هذا عليهم.”
وبالعودة إلى ملف تدريب الأردن للعشائر السورية، وطبيعة تواجد القوات الأمريكية على أراضي المملكة، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، الذي طلب منه النسور توضيح ذلك، إن القوات الأمريكية تواجدها واضح ومعروف، وأن الأردن “جزء من دول التحالف في المنطقة.”
وقال المومني: “نريد أن نساعد العشائر السورية لمقاومة الإرهاب، سيما داعش، هذه هي سياستنا المعلنة، أي حديث عن التفاصيل لن نخوض فيه في الإعلام”، مؤكداً احتفاظ الأردن بمنظمة الدفاع الصاروخية بما فيها “الباتريوت”، منذ عامين.
وبشأن ما يُثار حول طرد لاجئين سوريين، اعتبرها المومني “حق سيادي”، دون الإشارة إلى تسجيل حالات، وعلق بالقول: “إجراءات استقبال اللاجئين تخضع لتفاهمات مع المنظمات الدولية، وهذا ينطبق على اللاجئين السوريين داخل الأراضي الاردنية.. هذا حق الدولة السيادي، والأولوية لأمن مجتمعنا، وأن لا يؤثر اللجوء علينا.”
تزامن انعقاد المؤتمر الصحفي، مع تصريح صدر عن القوات المسلحة الأردنية، نفت فيه أي تواجد لقوات أمريكية على الحدود الأردنية مع سوريا، في الوقت الذي تستضيف فيه المملكة تمرين “الأسد المتأهب”، للسنة الخامسة على التوالي.