رئيس وزراء قطر: أبو مازن قال لي «لو حضرت للقمة لذبحت من الوريد للوريد»

قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعرض لضغوط، لم يسمها، لمنعه من المشاركة في قمة الدوحة الطارئة، مضيفا أن عباس قال له «لو حضرت القمة لذبحت من الوريد للوريد».

وكشف المسؤول القطري خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في أعقاب انتهاء القمة، أن اتصالاته استمرت مع الفلسطينيين حتى وقت متأخر من يوم أول من أمس لضمان حضور الرئيس الفلسطيني، وأضاف «اتصلت على أبو مازن في وقت متأخر من مساء أمس (امس الاول الخميس) وقلت له هذه قضيتك وقضية الشعب الفلسطيني ووجودك مهم، فقال لي: لا أستطيع الحضور بسبب عدم وجود تصريح من اسرائيل، فأبلغته بأنني أستطيع إحضار تصريح لك». وردا على سؤال حول الكيفية التي سيحضر بها الشيخ حمد تصريحا من قبل الاسرائيليين للرئيس الفلسطيني، أجاب المسؤول القطري «أبو مازن يستطيع أن يخرج (يسافر) بدون وساطة مني (مع الاسرائيليين)»، مؤكدا أن عبارته تلك للرئيس أبو مازن «كانت نوعا من المزاح». رئيس الورزاء القطري، قال إن بلاده اضطرت لإرسال طائرة لإحضار الفصائل الفلسطينية على عجل، بعد تأكد عدم المشاركة للسلطة الفلسطينية، مشيرا إلى ضرورة تمثيل للفلسطينيين في القمة، وقال ساخرا «نحن (في قطر) لا نعرف لغة الثوار لكي نتحدث نيابة عنهم (الفلسطينيين)».

وفي ما يتعلق بعدم حضور الإمارات للقمة، بالرغم من موافقتهم المسبقة، اعترف الشيخ حمد بأن الإمارات اشترطت لحضورها عدم مشاركة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في القمة «ومعهم حق في عدم الحضور».

وغمز رئيس الوزراء القطري من قناة الى عدم اكتمال نصاب القمة، مشيرا إلى أن «النصاب يكتمل أربع مرات ليعود ويتقلص»، مشبها ما حدث في البحث عن نصاب لاكتمال القمة بـ«تزوير الانتخابات الذي يحدث في بلداننا العربية»، مشيرا إلى أنه سيأتي اليوم ليحكي قصة هذه القمة التي وصفها بـ«المضحكة».

وانتقد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الأمانة العامة للجامعة العربية، التي قال إنها «سكرتارية للدول العربية»، وقال «لدينا عتاب أخوي على الأمانة، فلم تكن محايدة في الموضوع (عقد القمة)». وأوضح ان بلاده لم تسع لخلق شرخ عربي عندما دعت للقمة الطارئة، مؤكدا أن قطر حاولت قدر الامكان أن تركز القمة على الأوضاع في غزة «وليس للخلاف العربي ـ العربي».

وحول العلاقات السعودية القطرية قال رئيس الوزراء القطري إنه لا يوجد أي خلاف بين البلدين، وأنه إذا كان هناك خلاف «فهو لا يفسد للود قضية»، وأضاف «أنا مؤمن بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يهتم أكثر أو مثلنا في القضية الفلسطينية»، واصفا العلاقات بين بلاده والرياض بأنها «ممتازة». وقال «السعودية لها دور مهم ومؤثر في العالم العربي». وقال الشيخ حمد إن الرئيس اللبناني أبدى معارضته خلال القمة على ما جاء في الفقرة العاشرة من بيان قمة غزة الطارئة والمتعلق بدعوة الدول العربية لتعليق مبادرة السلام العربية التي أقرت في القمة العربية المنعقدة في بيروت عام 2002. غير أن رئيس الوزراء القطري رأى ضرورة مراجعة المبادرة العربية بعد سنوات عدة من طرحها.

وحول تجميد عمل المكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة، قال إن قطر ستقول للمسؤولين في المكتب إنهم غير مرحب بهم في قطر، لكنه أكد في الوقت ذاته أن لكل دولة رأيها في تجميد علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل، في إشارة إلى مصر والأردن، معتبرا أن مثل هذا القرار سيادي وهو من صميم قرار كل دولة.

وقال الشيخ حمد انه يستبعد لجوء العرب للخيار العسكري في صراعهم ضد إسرائيل، مضيفا ان القادة العرب منشعلون بالحفاظ على كراسيهم (كحكام). وأوضح ان بلاده تعرف حجمها جيدا، وان الولايات المتحدة لا يمكن لها ان تستمع لقطر وحدها لايقاف اسرائيل عن عدوانها، مضيفا أنه «لو كل العرب اتفقت على رأي موحد، فإن الولايات المتحدة يمكن لها أن تستمع لهم»
المصدر: الشرق الأوسط