طالب رجال دين سعوديون السلطات بالإفراج عن المعتقلين في سجونها من دون محاكمة، محذرين من زيادة المظاهرات والاعتصامات التي يقوم بها أهالي المساجين.
ونقل موقع “يو بي اي” عن بيان وقعه 101 رجل دين في القصيم شمال الرياض يوم الاثنين 14 يناير/كانون الثاني ان “موضوع المعتقلين أصبح قضية المجتمع حيث ان بعض المعتقلين رهن الاعتقال منذ عدة سنين ولم يعرضوا على القضاء، وبعض من صدر لهم أمر إفراج لم يفرج عنهم، وتعرض بعضهم للإساءة” .
واعتبر البيان أن “الإفراج الحاصل أقل من المأمول، مما أدى الى تنامي التذمر عند الناس (..) وظهر ذلك على السطح بالمظاهرات والوقفات التي تزداد عددا وتتسع رقعتها وتشتد نبرتها حدة”، مؤكدين أن هذه المظاهرات “ليس في صالح الحاكم ولا المحكوم، فمن الحكمة الإسراع في معالجة الأمر والاستدراك”.
وطالب رجال الدين بـ”عرض جميع السجناء على القضاء الشرعي العام أسوة بغيرهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة”، كما طالبوا بـ”الإفراج الفوري عن من صدر له أمر إفراج ومن لم تثبت تهمته”، وبضرورة “رد الاعتبار للسجناء وتعويضهم ومحاسبة كل من اعتدى عليهم”.
وانتقد رجال الدين السلطات السعودية لتوجيها الإساءة للنساء أثناء المظاهرات، معلنين “ما عهد في هذه البلاد الإساءة للنساء، فكيف بنساء خرجن يتظلمن بعد أن سلكن كل السبل المتاحة”.
وشهدت منطقة بريدة وسط السعودية مؤخرا عدة وقفات احتجاجية للنساء والرجال للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي في المملكة، كما شهدت عدة مناطق أخرى مظاهرات مماثلة تطالب بالإصلاحات السياسية والإفراج عن سجناء الرأي منذ اندلاع الثورات العربية عام 2011.
وحذر رجال الدين في بيانهم من زيادة الاعتصامات، معتبرين انه “ما لم يبادر بعلاج الظلم علاجا جذريا حكيما بعيدا عن الشعور بالقوة والاستعلاء، فإن ما حصل من مظاهرات واعتصامات ربما يزداد ولن يوقفه مجرد إخراج المعتقلين”.
ومن بين الموقعين على البيان الشيخ عبد العزيز بن صالح العقل، والشيخ محمد بن عبد الله الخضيري، والشيخ محمد بن عبد العزيز اللاحم، والشيخ حسن بن صالح الحميد، والشيخ محمد بن فهد التويجري، والشيخ فهد بن يوسف الشبيلي.
محامو معتقلات البريدة يطالبون بالتحقيق في انتهاكات مسؤولين امنيين
هذا وطالب فريق المحامين الخاص بالمعتقلات في بريدة من الملك عبد الله بن عبد العزيز بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في انتهاكات بعض المسؤولين الأمنيين والمحققين التابعين لهيئة التحقيق والادعاء العام واتخاذ الإجراءات القضائية، وبإعفاء رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام من منصبه، بسبب عدم قيام الهيئة بواجباتها النظامية تجاه المعتقلات ، فيما كشفت المعلومات التي حصلت عليها صحيفة “سبق” أنه تم الإفراج عن جميع المعتقلات مساء الأحد وعددهن ثمان نساء وطفلة.
“حزب الامة الاسلامي” يتهم المللك السعودي ووزير الداخية بارتكاب جرائم ضد الانسانية
الى ذلك، اتهم “حزب الأمة الاسلامي” السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ووزير الداخلية محمد بن نايف بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، حسب رأيه.
ونقل موقع “يو بي اي” عن عضو الهيئة التأسيسية للحزب محمد بن سعد آل مفرح قوله ان “النظام السعودي ارتكب العديد من الجرائم ضد الإنسانية، منها مقتل العديد من المعتقلين في السجون السعودية وإخفاء جثثهم، فضلا عن التعذيب المنافي للقيم الإنسانية في المعتقلات والسجون”.
واستنكر الحزب في بيانه “اعتقال السلطات السعودية نساء وأطفالا أثناء تجمعهن بشكل سلمي أمام ديوان مظالم بريدة مؤخرا”، معتبرا أن “ما حدث جريمة يتحمل أوزارها العاهل السعودي ووزير داخليته”.
وكان عدد من السعوديين قد تظاهروا في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي أمام هيئة حقوق الإنسان في الرياض للمطالبة بالإفراج عن أقاربهم أو محاكمتهم.
ويعد “حزب الأمة الإسلامي” أول حزب سياسي في السعودية التي لا تعترف بالأحزاب معارضة كانت أم موالية، تأسس على يد الناشط السياسي السعودي الشيخ محمد بن غانم القحطاني اثر اندلاع ما بات يعرف بـ “ثورات الربيع العربي” أوائل العام 2011.
ويطالب الحزب بإنهاء نظام الملكية المطلقة في السعودية، والمشاركة في الدفع بعملية الإصلاح السياسي، منوها بأن هذه العملية تبدأ بالتخفيف من حالة الاحتقان، وتحقيق المصالحة بين الحكومة والتيارات السياسية في الداخل والخارج، وإعلان العفو العام، وإطلاق كافة سجناء الرأي ودعاة الإصلاح والمعارضين السياسيين.