وجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي الأحد، تضمنتا اتهامات لما يصفها نظام الرئيس بشار الأسد بـ”التنظيمات الإرهابية المسلحة”، بارتكاب “جريمة جديدة” ضد المدنيين في مدينة حلب.
وقالت الخارجية السورية في رسالتيها، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، إن مدينة حلب تعرضت السبت لـ”جريمة جديدة، تمثلت بقيام الجماعات الإرهابية المسلحة بإطلاق الكثير من القذائف الصاروخية، بشكل متعمد، على كل من أحياء السليمانية والشيحان وصلاح الدين السكنية الآمنة.”
وجاء في الرسالتين أن تلك “الجريمة” أسفرت عن “استشهاد 19 مدنياُ، من بينهم 5 أطفال و9 سيدات، وجرح أكثر من 90 آخرين، من بينهم 11 طفلاً و17 سيدة، في حصيلة قابلة للارتفاع، نتيجة عدم الانتهاء من إزالة الأنقاض، بالإضافة إلى وجود أشلاء بشرية لم يتم التعرف على أصحابها.”
وذكرت دمشق أن “هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة الأعمال الإرهابية الانتقامية بحق سكان مدينة حلب، بسبب صمودهم ووقوفهم جداراً منيعاً في وجه الجماعات الإرهابية المسلحة”، ولفتت إلى أنها “ترافقت مع توصل الاجتماع التشاوري الذي عقد في موسكو مؤخراً، إلى توافق على عدة امور مهمة.”
واعتبرت أنها “رسالة واضحة من أنظمة السعودية وقطر والأردن وتركيا، عبر أدواتها المسماة (المعارضة المعتدلة)، لإفشال أي حل سياسي بين السوريين أنفسهم”، وأضافت أن “هذه المعارضة استخدمت أسلحة مدمرة جديدة، قدمتها للإرهابيين نفس هذه الدول وغيرها، على أنها (أسلحة غير فتاكة)، أدت إلى التدمير التام لعدة أبنية على سكانها المدنيين الأبرياء.”
وأكدت الحكومة السورية، بحسب ما جاء في الرسالتين، أن “هذه الأعمال الإرهابية ما كانت لتستمر لولا استمرار تقديم الدعم المباشر لهذه التنظيمات الإرهابية التكفيرية، كـ(داعش) و(الجيش الحر) و(جيش الاسلام) و(الجبهة الإسلامية) و(جبهة النصرة) و(لواء التوحيد) و(لواء الفتح) و(حركة أحرار الشام الإسلامية) و(جبهة الأنصار) وغيرها من التنظيمات الإرهابية، ذات الفكر الإقصائي الوهابي، والأصول والجنسيات المنحدرة من 90 دولة.”
وأضافت أنه “لولا حماية بعض الدول لهذه التنظيمات من العقاب، بما في ذلك دول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها، مثل فرنسا وبريطانيا والأردن والولايات المتحدة الأمريكية، وإمدادها بالأسلحة والمتفجرات وأدوات القتل الأخرى، فإن قدرة هذه التنظيمات الإرهابية على شن مثل هذه الاعتداءات الدموية ستنتهي.”
وشددت الخارجية السورية على أن “مجلس الأمن مطالب اليوم بتأكيد التزامه بمكافحة الارهاب، والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، عبر تنفيذ قراراته المعنية بمكافحة الإرهاب، قولاً وفعلاً.. بعيداً عن التسييس وازدواجية المعايير، وبالتعاون والتنسيق التامين مع حكومة الجمهورية العربية السورية.”
جاء إعلان دمشق عن توجيه هاتين الرسالتين إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وسط تقارير عن قيام طائرات تابعة لجيش النظام بقصف عدد من الأحياء في حلب، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى، واستهدفت إحدى الغارات مدرسة للأطفال في حي “الأنصاري”، أسفرت عن سقوط 9 قتلى على الأقل، بينهم خمسة أطفال.