انتشرت رسومات الكاريكاتير في مصر في الفترة الأخيرة، عقب نجاح ثورة 25 من يناير، إضافة إلى ظهور نوع جديد مشتق هو “الكوميكس”، وهو عبارة عن قصة قصيرة مصورة، ومع الانتشار الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبح هناك ملهم جديد ومنافس حقيقي لرسامي الكاريكاتير أنفسهم، وهم رواد هذه المواقع الذين أضافوا موجات ساخرة.
وتتعرض رسومات الكاريكاتير لمضايقات وقيود من قبل السلطة الحاكمة وأتباعها، واعتبر إسلام أحمد، رسام الكاريكاتير بجريدة “الوطن” المصرية، أن المضايقات زادت عن النظام السابق، مؤكداً أنه قبيل الثورة لم يتعرض سوى لمكالمتين هاتفيتين من قبل جهاز أمن الدولة، بينما أوضح أنه عقب الثورة وخلال فترة المجلس العسكري، تم التحقيق معه أمام وكيل النائب العام المصري، بينما كان جزاؤه في فترة حكم الرئيس مرسي هو الفصل من مؤسسة “الأهرام”، وذلك بعدما تم تغيير كافة قياداتها إلى قيادات إخوانية، كما أنه يواجه عدداً من الدعاوى القضائية في الوقت الحالي.
فيما أكد عمرو طلعت، رئيس قسم الكاريكاتير بجريدة “التحرير”، والحاصل مؤخراً على جائزة الدولة للإبداع عن مجال الكوميكس لـ”العربية.نت” أنه عقب الثورة المصرية، ارتفع سقف الحرية والتعبير، إضافة إلى دخول عدد كبير من الرسامين إلى المجال، خاصة أن الكاريكاتير يستطيع من خلال الرسوم أن يلخص كافة ما يحدث في مصر عبر كادرات مختلفة.
وأشار إلى هناك قيوداً أخلاقية يلتزمون بها، مثل عدم الاقتراب من القضاء، كما أكد أنه كان هناك قيود تجاه تناول قادة المجلس العسكري في رسوماتهم.
واتفق عمرو طلعت وإسلام أحمد في تصريحاتهما أن هناك لجاناً إلكترونية تطارد كافة رسامي الكاريكاتير بسبب أفكارهم التي يقدمونها في شكل رسومات تنتقد السلطة الحاكمة، مشيرين إلى أنهما يتعرضان لسباب بشكل شبه يومي في شكل تعليقات على الرسومات التي يقومان بنشرها.
فيما تحدث إسلام أحمد لـ”العربية.نت” قائلاً إنه قام بتأسيس صفحة ساخرة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حازت على إقبال كثيرين، واستغلها في الترويج للرسومات الخاصة به، كما أنها تشكل مصدر إلهام بالنسبة له من قبل متابعيه، خاصة أنه يواجه مشكلة في الصحافة تتعلق بمجاراة سرعة وقوع الأحداث في مصر، وهو ما يجعل “فيسبوك” ورواده يتفوقون عليه في بعض الأحيان.