في خطوة تعكس انهيار قوات الأسد وما تعانيه من نقص فادح في كوادرها البشرية، تناقلت صفحات موالية لرئيس النظام السوري، خبراً عن توجيه الأسد بإصدار قرار يخص العاملين الحكوميين في الدولة، للالتحاق بالجيش والقتال لصالح الأسد في المناطق التي بدأ يعاني فيها من نقص واضح بالجنود والضباط عبر تأسيس اللواء 145.
الأنباء المؤكدة جاءت من محافظة طرطوس الساحلية، بقيام محافظها بالاجتماع برؤساء الأحياء والمخاتير، لتوضيح “الاجراءات المتعلقة بالتحاق المواطنين والموظفين الراغبين بالالتحاق والتعاقد مع اللواء 145 الذي تم تشكيله أخيراً في بانياس”. حيث أكد أنه سيقوم هو شخصيا بتوقيع العقود مع كل الأشخاص الموظفين في الدولة وغير الموظفين بأعمار تبدأ من 18 عاماً الى 60 عاماً!
وذكر الخبر الذي تناقلته صفحات تحمل اسم الساحل السوري- وسبق لمحافظ طرطوس أن ذكرها حرفيا ما يؤكد صدقيتها- وهي معروفة بولائها الشديد لنظام الأسد، بأن موظفي الدولة التابعين لمنطقة الساحل، والذين سينخرطون في سلك الخدمة “التطوعية” على ما جاء في الخبر، سيتقاضون زيادة على مرتباتهم الأصلية تصل الى 50 % من مجمل المرتّب الأساسي الذي كانوا يتقاضونه قبل الانخراط في جيش الأسد.
وفي التفاصيل التي نقلتها الصفحات الموالية، فإن رئيس النظام السوري “وجّه” قيادة الجيش لتصدر قرارا باستحداث “لواء المتطوعين في الساحل السوري” وأن القرار قد صدر بالفعل، تم “تعميم هذا “الكتاب الرسمي على المؤسسات الحكومية لإبلاغ العاملين الراغبين في تلك المؤسسات” بأن اللواء المزمع تشكيله، هو مخصص “للعاملين في الدولة”.
وجاء في حيثيات إصدار النظام السوري لمثل هكذا لواء بأنه سيكون “رديفاً” لجيش الأسد من أجل “تثبيت النقاط” التي قد يقوم جيش النظام بالاستيلاء عليها.
وبناء على ما ورد في هذا “التوجيه” الذي تحول قرارا من وزارة دفاع النظام، فإن آلية “التطوع” الحكومية تلك تقوم من خلال توقيع عقود ما بين “المتطوع والمحافظة” وأن مدة هذه العقود تتراوح ما بين ستة أشهر وسنة. في مقابل زيادة 50% على مجمل المرتبات التي كانوا يتحصلون عليها في دوائرهم الحكومية السابقة.
وشمل القرار تفصيلا جديدا وهو اشتماله على “متطوعين غير حكوميين” بمرتب يبلغ 35 ألف ليرة، على ما جاء في تفاصيل القرار الذي نقلته الصفحات الموالية لرئيس النظام السوري.
بعض أنصار النظام الذين لايزالون قيد الخدمة العسكرية الالزامية، أصيبوا بإحباط شديد بعد سماعهم بقرار كهذا. فقد اعتبروه إشارة صريحة الى استحالة تسريحهم قريبا من الخدمة. على ما قالت تعليقات فور نشر الخبر: “يا حبيبي، معناها التسريح (من الخدمة العسكرية) صار وراء الشمس”.
وكانت موجة استياء واسعة قد ضربت العاصمة السورية دمشق، بسبب قيام نظام الأسد بنصب الكمائن للشبان واعتقالهم على الحواجز لسوقهم كرهاً الى الخدمة الالزامية (العربية.نت 7 ديسمبر 2015) على ما نقلت صحف لبنانية وسورية وصفحات تابعة لنظام الأسد. بسبب النقص الفادح الذي يواجهه جيش النظام في عديد جنوده وضباطه منذ بدء الأزمة في البلاد. وكذلك بسبب الهزائم التي كانت المعارضة السورية قد ألحقتها بجيش الأسد الى ما قبل التدخل العسكري الروسي الذي عمل على “إبطاء” تقدم المعارضة عبر ضرب مواقعها بالطائرات العسكرية والصواريخ الموجهة.
إلا أن كل تقديرات المحللين والمراقبين اجتمعت على أن جيش النظام السوري لن يستطيع “التقدم عمليا على الأرض” حتى لو أدى القصف الروسي الى إلحاق ضرر في بعض قوات المعارضة. ذلك أن جيش الأسد يعاني نقصا بشريا كبيرا في صفوفه “يمنعه من المقدرة على الاحتفاظ بأي أرض قد يدخلها بشكل موقت”.
القرار الأخير والذي شمل متطوعين عاملين في مؤسسات الدولة، وغير العاملين في مؤسساتها، يؤكد تقديرات المراقبين السابقة. فالقرار أشبه بـ”النفير العام” لأنه جمع ما بين موظفي الحكومة ومتطوعين من خارج الحكومة. الأمر الذي يعكس حجم الأزمة التي يعاني منها نظام الأسد وعجزه عن تحقيق مكاسب جوهرية حتى بعد قيام الطيران الروسي بتمهيد الأرض له وقصف قوات المعارضة السورية.
وكان النظام السوري قد أصدر أكثر من قرار يتعلق بزيادة مرتبات العسكريين، في خطوة منه لإغراء العسكريين بمواصلة الولاء له والقتال لصالحه، وكان يستهدف من قرارات زيادة المرتبات العسكرية ضم المزيد من المقاتلين الى صفوفه.
الى ذلك فإن قرار الأسد الأخير بإنشاء لواء متطوعين حكوميين وغير حكوميين في الساحل السوري ويضم كبارا في السن ومراهقين بعمر الـ 18 عاماً، يبرز حاجته الماسة الى تحريك قواته الى مناطق أخرى خارج اللاذقية، وترك المتطوعين يقومون بمهام “الاحتفاظ” بتلك المواقع التي أخلاها للقتال في أمكنة أخرى.
ما يشير الى أن نقص الجنود والضباط في صفوف جيش الأسد بلغ حداً كبيرا يهدد وجوده، الى الدرجة التي يطلب فيها من موظفي حكومته وممن بلغوا من العمر عتياً وصغار السن أن يتركوا مكاتبهم أو بيوت أمهاتهم ويتوجهوا الى المواقع التي احتلها، ليقوموا هم بمهمة “الاحتفاظ” بها.
من يمشي في شوارع دمشق هذه الأيام سيلاحظ بوضوح اختفاء الشباب من الشوارع … وكذلك في حلب وحماه … النظام يشن حملة غير مسبوقة لتجنيد الشباب ..هم يلزمون منازلهم خوفاً من السوق للجبهات … وللاسف .. في الماضي كانت الدمشقيات والسوريات بشكل عام يبعن حليهنّ وذهبهن للتبرع للجيش .. أما اليوم .. وفي عهد جيش المقاولة والمماتعه .. فالدمشقيات يفعلن ذلك ليهربن أولادهن خارج البلاد .. خوفا من سحبهم للاحتياط ..!!!!
هذا النظام لم يكتف بجلب كل غزاة وطائفيي الأرض إلى سوريا .. وانما يريد أن يحرق البشر والحجر وكل شيء في سبيل بقائه على الكرسي …
هذا ما قاله المفكّر السوري ” عبد الرحمن الكواكبي ” منذ زمن بعيد .. وهو صاحب كتاب ” طبائع الاستبداد ” وكأنه يتحدث عن المستبد الذي يحكمنا اليوم :